التجسد الإلهي حدث سماوي ارضي تم في ملء الزمان بين الله والإنسان, فالسيد المسيح لم يأت ليحدثنا عن الله بل لكي يعلن الله في شخصه المبارك. لقد أتي بنفسه ليخاطبنا من ضعف انسانيتنا لأنه يأنف التحدث من علو, ويدرك ان الحوار وحده هو طريق المكاشفة.
كان كل قصد التجسد هو ان نعرف اننا نحن البشر محبوبون جدا لدي الله. فالإنسان كائن جائع جدا للحب, والله هو المصدر الوحيد للحب, والقادر أن يشبع الإنسان, حتي ان احد القديسين وهو الشيخ الروحاني يناجي الحب قائلا أيها الحب الإلهي رفعت النفس حتي أجلستها في نور خالقها, وطهرتها حتي تشبهت بسيدها. هذا التلاقي والتواصل بين المحبة النازلة من الله نحو الانسان, والمحبة المشتاقة من الإنسان نحو الله, جعلت من التجسد حدثا فريدا فيه امكانية أن يأتي الله ويسكن قلب الإنسان, في وضعية فريدة وامتياز غير معروف في تاريخ البشر قاطبة.