![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر المتنيح البابا شنودة الثالث
صوم آبائنا الرسل القديسين “2” عيد الصعود لماذا نعيد للصعود؟ المسيح لم يقارقنا بصعوده 0 الصعود معجزة ومجد 0 الصعود يثبت لاهوته 0 الصعود تعزية في الآلام 0 بركة الصعود في حياتنا 0 ليعد لنا مكانا 0 نصعد به بالجسد الممجد 0 الموت طريق للصعود 0 الصعود تدريب للخدمة 0 فائدة إحساسنا بمجد الله 0 أمثلة لمجد المسيح 0 مجد الله يمنحنا الخشوع 0 وأيضا الاتضاع والحرص 0 إن نسينا عظمته نستهتر 0 المسيح رفع طبيعتنا 0 رموز السحابة لحلوله ومجده 0 أمثلة من الكتاب 0 جلوسه عن يمين الاب 0 شرح ذلك لاهوتيا هل حدث أنه تركهم؟! احتفل يوم الخميس الماضي بعيد الصعود المجيد الذي فيه صعد المسيح إلي السماء في اليوم الأربعين من قيامته. فبعد أن وعد التلاميذ بأنهم سينالون قوة متي حل الروح القدس عليهم وحينئذ يكونون له شهودا, بقول الكتابولما قال هذا, ارتفع وهم ينظرون, وأخذته سحابة عن أعينهم..(أع1:9). والسؤال الآن هو: هل ترك المسيح لهم يعتبر عيدا تعيد له الكنيسة كلها؟ والجواب علي ذلك أنه لم يتركهم.. لقد قال لهم ووعده حقوها أنا معكم كل الأيام وإلي أنقضاء الدهر (متي28:20). وكان قد قال لهم قبلاحينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي, فهناك أكون في وسطهم(متي18:20). وهو قائم معنا في كل قداس علي المذبح. ويكفينا أن اسمه عمانوئيل الذي تفسيرهالله معنا(متي1:23). إذن هو لم يفارق تلاميذه.إنه معهم وإن كانوا لا يرونه بالعين الجسدية هو لم يتركهم, ولكنهم رفعهم إلي مستوي فوق مستوي الحواس. كان معهم بالجسد, يرونه بالجسد وهو بعد صعوده لايزال معهم, يرونه بالإيمان. والإيمان هو الإيقان بأمور لا تري(عب11:1). وقد قال السيد المسيح معاتباألأنك رأيتني يا توما آمنت, طوبي للذين آمنوا ولم يروا(يو30:29). استمر السيد المسيح إذن معهم, ولكن ليس بالجسد, وكانوا قد وصلوا إلي درجة من الإيمان الناضج الذي يؤمن بوجود الرب معه دون أن يراه أنه هو الذي يقولون عنهالذي سمعناه, الذي رأيناه بعيوننا, الذي شاهدناه ولمسته أيدينا ولكن لا داعي الآن في نضوجهم إلي الاعتماد علي حواس الجسدرأيناه سمعناه لمسته أيدينا فهم في درجة إيمانية أعلي من الحواس, يحل المسيح بالإيمان في قلوبهم(أف3:17 دون أن يروه. وهم هياكل لله, وروح الله يسكن فيهم (1كو3:16) ويؤمنون بسكني الروح فيهم دون أن يروه, ويؤمنون به دون أن يروه المسيح إذن لم يقارقنا حينما صعد فصعوده مجرد صعود بالجسد. أما بلاهوته فهو معنا كل حين. أن اللاهوت لا يصعد ولا ينزل, فهو في كل مكان. هو علي الأرض وهو في السماء, وفيما بين الأرض والسماء, ولا يخلو منه مكان. لذلك نصلي في القداس الغريغوري ونقولوعند صعودك إلي السماء جسديا الصعود معجرة ومجد لاشك أن رؤية التلاميذ لمعلمهم العظيم وهو يصعد إلي السماء, أمر قد قوي إيمانهم جدا, فهو قد صعد بذاته ولم يخضع لشيء من قوانين الجاذبية الأرضية, وظل صاعدا إلي السماء.. إن قوانين الطبيعة قد وضعها الله, هي من صنعه, لا يخضع هو لها, وإنما نخضع هي له.. ومع ذلك فقد صعد السيد المسيح بجسد ممجد علي شبه مجده سنقوم في اليوم الأخير, بجسد روحاني لا تثقله المادة, ولا تجذبه إلي أسفل ولا سلطان للأرض عليه, ليس فقط لأنه جسد روحاني, وإنما هو بجسده مشي علي الماء دون أن يهبط إلي أسفل إذن معجزة الصعود هي معجزة تدل علي لاهوته بغير شك. وهي من المعجزات الخاصة به هو وليست مجرد علاقة بينه وبين البشر هناك معجزات في حنو المسيح علي البشر, مثل شفائه للمرضي, وإقامته للموتي, ومثل إخراجه الشياطين من المصروعين بها. ولكن هناك معجزات أخري خاصة بالمسيح وحده مثل ميلاده البتولي ومثل التجلي, وقيامته من الموت ودخوله العلية والأبواب مغلقة وصعوده إلي السماء, وإن كان قد أعطت نعمة للآخرين بهذه المعجزات. وفي معجزة الصعود ظهر مجده ولاهوته, وأن السماء هي حقا عرشه أن العثرات التي قامت وقت الصلب ردت عليها أمجاد القيامة والصعود إنه لم ينزل عن الصليب لما تحدوه. ولكنه بصعوده إلي السماء برهن علي أنه كان قادرا علي ذلك, وإنما بقي علي الصليب من أجل فدائنا..وبقي بإرادته. وفي صعوده تحقق قولهمن عند الآب خرجت وأثبت إلي العالم, وأيضا أترك العالم وأذهب إلي الآب(يو16:28), هناك أمجاد متنوعة في حياة السيد المسيح: مجد التواضع في مولده في مذود بقر, وفي إخلائه لذاته وتجسده. ومجد البهاء في معجزة التجلي.. ومجد الحب والبذل في صليبه كفارة عنا, ومجد العظمة في صعوده وجلوسه عن يمين الآب. وشعورنا بمجد المسيح له فوائد روحية كثيرة منها أن الصليب ليس مجرد ألم, بل يعقبة مجد. من كان يظن في يوم الجمعة الكبيرة وسط يأس البعض, ووسط مظاهر الهوان والظلم, أن الأمور ستنتهي إلي أفراح القيامة وإلي أمجاد الصعود وكان الرب كان يعرف هذا جيدا, وقد أنبأ به, غير أن التلاميذ في عمق آلامهم نسوا, ورؤساء اليهود في عمق غرورهم لم يتصوروا هذه النهاية المجيدة.. إنه درس لكل إنسان روحي, كلما أحاطت به الآلام.. أن الصليب هو الطريق الطبيعي إلي المجد وإلي الحياة مع الله. لأننا أن كنا نتألم معه, فسوف نتمجد أيضا معه(رو8:17), ولأنه جعل الوصول إلي الملكوت من الباب الضيق والطريق الكرب(متي7:14), إن النظر إلي الأكاليل التي ننالها بواسطة الألم. بركة الصعود وفي عيد الصعود, علينا أن نتذكر أن الصعود كان عمل محبة. وكان الرب يقول لتلاميذه:أنتم تريدون أن تكونوا معي. وحسنا تريدون وستكونون كذلك. ولكن ليس هنا بالجسد, ستكونون معي فوق, في الفردوس كما وعدت اللص اليمين ,(لو 23:43) وأيضا في أورشليم السمائية التي هي مسكن الله مع الناس (رؤ21:3) لذلك خير لكم أني أنطلق.أنا ماض لأعد لكم مكانا وإن مضيت وأعددت لكم مكانا آتي أيضا وأخذكم إلي حتي حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا(يو14:3,2) وهذا ما ذكره الرب أيضا في مناجاته للآب حيث قالأريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي, حيث أكون أما(يو17:24). وهذا أيضا قاله القديس بولس الرسولونكون في كل حين مع الرب..نعم إن الرب يعزي تلاميذه بوجوده معهم, ووجودهم معه. ولكن.. أنتم سترتفعون كما ارتفع. ستصعدون إلي فوق, في أعلي من مستوي التراب والجسد الترابي .. وأنا أن ارتفعت عن الأرض, ساجذب إلي الجميع(يو12:32). أتراكم تحبون التراب إذن؟ وتحبون الجسد الترابي؟ ما أجمل أن ترتفع عن هذا المستوي, لكي تلبسوا الجسد النوراني الروحاني, الجسد الممجد عديم الفساد(1كو15:42-45) وبهذا الجسد الذي تناله في القيامة أمكن أن تصعدوا معي إلي فوق, حينما يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون مختاريه من أقصاء السموات إلي أقصائها(متي24:31) حينئذ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم(متي34:43) والطريق إلي هذا الصعود, أوله هو الموت أتراكم تخافون؟ وهل يعزيكم خلع هذا الجسد الذي هو رفيق العمر كله؟ لا تخافوا الموت. فقد مات المسيح أيضا وبموته داس الموت وبقيامته منح طبيعتنا النصرة علي الموت. فأصبح الموت مجرد جسد يقود إلي الحياة الأخري, مجرد خطوة ضرورية للوصول إلي الصعود ولا تخافوا خلع هذا الجسد, فهو لابد سيقوم ويتحد بارزا كم مرة أخري سيقوم في حالة أفضل, في عدم فساد في حالة تمكنه من الصعود كما أصعد أنا الآن, ولا جاذبية أرضية فيما بعد. ويعز عنكم خلع الجسدلأن لحما ودما لا يقدران أن يرثا ملكوت السماواتثقوا إذن إلي الجسد الروحاني الذي سيصعد. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() موضوع مميز ربنا يباركك |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عيد التجديد.. والعتاب الشديد.. والإيمان الوطيد |
عيد الرسل |
عيد دخول المسيح طفلا إلي الهيكل |
عيد الأم ووجوب إكرام الوالدين - للمتنيح الأنبا غريغوريوس |