وطموحات نبيلة. والكارثة الكبري أننا نظل في النظريات ونتوقف عندها دون أن ننتقل إلي التطبيق العملي كما يدعونا السيد المسيح, ونتوقف عند المجادلة والنقاش في أمور لانهاية لها, والنتيجة؟ لا شيء. فالمحبة ليست بالكلام أو باللسان, بل بالعمل والحق (1يو3:18). المحبة بالكلام هي محبة أولئك الذين يجتمعون لدراسة القضايا التي تخص الفقراء والمهملين, وبعد الأخذ والرد وتداول الآراء, ينصرف كل شخص إلي حاله دون التفكير في تنفيذ أي شيء من الوصايا المعلنة. كم من الأشخاص الذين تقابلنا معهم وكانوا في أمس الحاجة ليد المعونة, ولم نلتفت إليهم؟ كم من محتاج طرق علي بابنا ولم نفتح له؟ كم من شخص طلب منا كسرة خبز ليسد جوعه, ولكننا أغلقنا آذاننا وعيوننا؟ كم من مبالغ باهظة أنفقناها في مناسباتنا المختلفة, بالرغم من أن هناك ملايين البشر يموتون جوعا, لأنهم لم يجدوا المأكل أو المشرب أو الغطاء الذي يقيهم من البرد؟ لن يتغير العالم الذي نعيش فيه للأفضل, إذا لم يشعر كل منا باحتياج الآخر ويمد يد المعونة له. ونختم بالقول المأثور: ليس المهم أن تعرف ما إذا كانت دموع الباكين لسبب معقول أو لا, ولكن الأهم هو أن تمسح هذه الدموع.