![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() حفصيبة، معناها "مسرتي بها" (إش 62: 4). وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، حَسَبَ رَجَاسَاتِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. [2] كان منسى متشامخًا بمركزه وهو صغير السن، حاسبًا نفسه أحكم من أبيه. إذ تسيَّب منسى، ليعيش حسب أهوائه، صار مستعبدًا لها، لكن عندما سمح الله له بالسبي، تاب ورجع إلى مملكته (2 أي 33: 13). كان الإصلاح في أيام حزقيا مُفرحًا للشعب (2 أي 29: 36). ولكن إلى حين، وليس من القلب. لهذا إذ ملك منسى وهو ابن 12 سنة أماله الرؤساء إلى الرجوع إلى عبادة الأصنام، وربما كان إشعياء النبي قد مات، هذا الذي كان مشيرًا لأبيه وجده. هذه هي المرة الوحيدة التي سمح الله لملكٍ شريرٍ أن تمتد مملكته كل هذا الزمان، ربما لأن كثير من القادة والشعب تظاهر بالتديُّن في أيام أبيه الصالح حزقيا، لكن كانت تنقصهم مخافة الرب في قلوبهم. فأراد الله من جانب أن يفضح هؤلاء الأشرار أمام أنفسهم، لعلهم يندمون ويرجعون إليه. ومن جانب آخر سمح بذلك حتى إذ يُسبَى الملك الشرير في بابل، يندم ويتوب فيغفر له الرب ويرده إلى كرسيه. بهذا يكشف الله عن طول أناته مع الأشرار، منتظرًا توبتهم. v كانمنسى شريرًا إلى أبعد حد (2 مل 21: 2-7). لقد نشر إشعياء ومزَّقه، وتدنس بكل العبادات الوثنية، ولطَّخ أورشليم بدم الأبرياء، لكنه عندما أُسر استخدم خبرته في محنته مستعينًا بالتوبة كعلاج، إذ يقول الكتاب عنه أنه تواضع جدًا أمام الرب، وصلَّى إليه، فاستجاب له، ورده إلى مملكته (2 أي 33: 12-13). فإن كانت التوبة قد أنقذت من نشر النبي ومزقه، أفما تخلصك أنت يا من لم ترتكب مثل هذا الشر العظيم؟! القديس كيرلس الأورشليمي بإرادتي انهزمتُ، لأن خطاياي أضلتني، والآن ندمتُ وأتيتُ، ألا يفتح لي الباب لئلا تأكلني الذئاب خارج حظيرته؟ يداه سُمرتا بالمسامير، ولم يتركني، لأنني كنت حبيبه، وجعلتني خطاياي غريبًا عنه. والآن تذللتُ وعُدتُ، هل سيلقيني كالغصن المرذول؟ لا، يا دياني، شري لا يغلب حنانك. لا يا رب، لست أقول إن ذنبي أكبر من أن يُغفَر. التوبة تطلب منك، هذه التي اعتادت أيها الحنان أن تعكس كلامك، وتحل أحكامك. بعد أن أردتَ أن تقلب نينوى لأنها أخطأت، لم تسمح لك أن تقبلها بعد أن تابت... لم ترجع أبدًا التوبة بخجلٍ من باب الحاكم. لم يُوجد وقت لم يُستجَب فيه للتوبة؛ لم تطلب قط إلا ونالت... قال واضع الناموس: [ليس جيدًا أن يؤخذ خبز البنين، ويُلقي للكلاب] (مت 15: 26). تقول التوبة: "نعم، يحسن أن تأكل الكلاب من فُتات أصحابها"... أسرعي أيتها النفس التائبة خطاكِ نحو التوبة وعيشي. ها أنتِ تسمعين ربك يحلف: [لا أريد موت الخاطي] (حز 33: 11). لا تطلبي أن تمكثي في خطاياكِ لئلا تموتي. عودي إليه مثلما عادت سارة إلى إبراهيم (تك 12: 10- 20). لا يطيب لكِ عيش العالم، كما لا تطيب لسارة مائدة الملك مثل عِشرة إبراهيم. لم تُعيَّر لأنها عادت، وأنتِ أيضًا لا تلامين إذا ذهبت (لله). إنك تُلامين لو لم تجيئي. إن أتيتِ يبسط ذراعيه، ويستقبلكِ، ويحملكِ، ويقدمكِ لأبيه، ويفرح بكِ، ويحبكِ، ويقول لكِ هكذا: "ها صورتنا المفقودة قد وُجدتْ، ها ابنتنا المسلوبة قد رجعت، ها مقتنانا الذي نهبه الغرباء قد عاد إلينا". إذًا يصير في السماء فرح لجميع الملائكة. الذين يبتهجون بوجودكِ، ويُسرون بتوبتكِ، ويسبحون بعودتكٍ. الآب الذي قبلكِ، والابن الذي أتى بكِ، والروح القدس الذي أعادكِ. له المجد والشكر والعظمة في كل الدهور إلى أبد الأبد، آمين. القديس مار يعقوب السروجي القديس أمبروسيوس |
![]() |
|