![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يسوع دخل إلى الهيكل وهو رب الهيكل، ملك البر والسلام؛ حاملاً الجلال والعدل، ولو سكتت الجموع لصرخت الحجارة، وهو الذي حوّل القساة المتحجرين إلى حجارة حية مقدسة؛ فجعل الحجارة تنطق والنبوات تكتمل؛ وأبواب الفردوس تنفتح؛ لأنه جاء ليخلص ما قد هلك. دخل إلى الهيكل الذي سبق وعلّم فيه؛ وبُهتت الجموع من تعاليمه. توجّه إلى هيكل بيت أبيه كسيد يأتي بغتة للذين يطلبونه ويُسرون به؛ لذلك طهر الهيكل بسلطان عظيم وبغَيرة آكلة؛ ليُعيد له مجده؛ كهيكل طاهر سمائي؛ موبخًا لصوص الهياكل في كل جيل؛ مناديًا عليهم "بيتي بيت صلاة يُدعىَ؛ وأنتم جعلتموه مغارة للصوص" (مر ١٧:١١). إنه ملكٌ متواضع؛ أمه فقيرة عذراء، ونُسب إلى نجار، ووُلد في مذود، ولم يكن له أين يسند رأسه، استعار بيوتًا ليبيت فيها، استعار مركبًا ليعظ، واستعار عِلّيّة ليصنع الفصح، واستعارالأتان ليدخل أورشليم، وبتواضعه وهو رب العرش أتانا راكبًا على جحش، وحتى في موته استعار قبرًا؛ بينما هو صاحب الغنىَ الذي لا يُستقصىَ؛ والذي يعطينا خيراته غير الموصوفة؛ ويمتعنا بكرم أبيه... إنه ملك باكٍ؛ بكى على المدينة؛ لأنها لم تعرف ما هو لخلاصها؛ ولم تعرف ما هو زمان افتقادها، باكٍ على أورشليمنا؛ بسبب التحجر والقساوة والجهالة التي تحاصرنا بمترسة؛ والتي إذا لم نرجع عنها؛ سوف لن تترك فينا حجرًا على حجر. |
|