![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() لا يمكن أن ترتفع البغضة من قلب الإنسان إلا إذا قَبِلَ أن يموت عن مبغضيه أي قَبِلَ الصليب لابد أن يكون الإنسان في استعداد لهذا الموت دائمًا وكاملًا عن العالم وكل ما في العالم، لينفتح أمامه باب الحياة. فإنسان يترك قلبه للبغضة معناه أنه لم يمت عن العالم بعد، لم يذق هبة محبة الآب للعالم أي الصليب! هبة الآب للعالم هي بذل ابنه الوحيد على الصليب. فالصليب بحق هو قوة حولت حالة العالم كله من تحت الغضب الإلهي إلى محبة أبوية فائقة. ويقول معلمنا بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس: "أي إن الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه غير حاسبٍ لهم خطاياهم وواضعًا فينا كلمة المصالحة (2كو5 : 19) لكن حينما يتجاهل الإنسان ذبيحة المسيح على الصليب التي أكمل بها المصالحة وأسس بها الحب ثم يعود ويُملّكِ العداوة والبغضة في قلبه، فإن هذا يكون بمثابة إعطاء تصريح رسمي للشيطان ليعود بنا مرة أخرى لنكون تحت الغضب الإلهي. إذن فغياب المحبة معناه غياب الصليب وبالتالي غياب محبة الله وسلامه، لقد عبر القديس بولس الرسول عن قوة المصالحة الكامنة في الصليب هكذا: "ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلًا العداوة به" (أف2: 16). |
![]() |
|