![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() آهِ يَا رَبُّ، اذْكُرْ كَيْفَ سِرْتُ أَمَامَكَ بِالأَمَانَةِ وَبِقَلْبٍ سَلِيمٍ، وَفَعَلْتُ الْحَسَنَ فِي عَيْنَيْكَ. وَبَكَى حَزَقِيَّا بُكَاءً عَظِيمًا. [3] لعل السبب الرئيسي أنه لم يكن بعد قد وُلد منسى (2 مل 21: 1)، فلم يوجد من يخلفه على العرش، الأمر الذي أرْبَكَه، إذ كيف يتحقق الوعد لبيت داود أنه يبقى إلى الأبد. في هذا يضعف حزقيا جدًا على خلاف إبراهيم الذي قدَّم ابنه ذبيحة دون خوف، واثقًا أن وعد الله يتحقق حتمًا، مؤمنًا بالله القادر أن يُقيمه من الأموات. لقد أنجب حزقيا بعد ذلك "منسى" محب عبادة الأوثان الذي أثار غضب الله على يهوذا (2 مل 23: 26). على أي الأحوال كان حزقيا رجل صلاة، لم يفقِد الخبر رجاءه في الرب، بل عرف كيف يُصلي ويُصارع. لقد وجَّه وجهه إلى الحائط، ربما متجهًا نحو الهيكل كعادة اليهود، ليُصلي إلى الرب قائلاً: "آه يا رب اذكر كيف سرتُ أمامك بالأمانة وبقلبٍ سليمٍ (كاملٍ) وفعلتُ الحسن في عينيك". تطلع حزقيا إلى حياته بكونها رحلة خلالها سار مع الله (تك 5: 24؛ 1 مل 9: 4) بإخلاص لا في كمال مطلق، وإنما هادفًا نحو الكمال (مت 5: 48)، بفكرٍ واحدٍ غير مترددٍ ولا منحرفٍ. لقد بكى حزقيا بكاءً عظيمًا. فريكنديوس Verecundus وهو كاتب أفريقي، مات سنة 522م اهتم بمناقشة الفصول الثلاثة التي تحمل فكرًا نسطوريًا، يقول إن الله في رحمته تطلع إلى حزقيا ليس فقط لينزع عنه هلاك الموت الذي أوشك أن يحل به، بل أضاف إلى حياته خمس عشرة سنة، فسبَّح بالتسبحة الواردة في (إشعياء 38: 10-20). ختم حزقيا تسبحته بوعدٍ قدَّمه ذبيحة شكر لله شافيه، قائلاً: "الرب لخلاصي. فنعزف بأوتارنا كل أيام حياتنا في بيت الرب" (إش 38: 20). حزقيا الملك كرجل صلاة سلك في الرب، إذ يقول: "آه يا رب، اذكر كيف سرتُ أمامك". بكل أمانة سلك حزقيا كمن هو في حضرة الرب يخدمه (تث 5: 30-33؛ 30: 15-16). ما كان يشغله في شدة مرضه، لا سلطانه ولا غناه وثروته ولا مباهجه، إنما التصاقه بالله بأمانة. v إذ سمع أنه يموت، لم يصلِّ حزقيا لكي يمنحه سنين أكثر، بل أن يسمح له أن يقف أمام حكم الله كما يشتاق، فقد عرف أن سليمان أرضَى الله بعدم سؤاله أن يهبه حياة أطول. إذ كان يُعد للرحلة إلى الرب استعرض أعماله، كيف سار أمام الرب في الحق وكمال القلب. سعيد هو الضمير الذي يتذكر الأعمال الصالحة في وقت الضيق. "طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8)، أو كما هو مكتوب في موضع آخر: [من يتمجد في نقاوة قلبه؟] (راجع أم 20: 9). هذا هو التفسير: يُنسَب إليه كمال القلب، لأنه حطَّم الأصنام، وأزال أواني البعل من الهيكل (2 مل 23: 4)، وسحق الحية النحاسية (2 مل 18: 4)، وصنع أمورًا أخرى يذكرها الكتاب. القديس جيروم إن كنتَ تريدُ أن تتعلم هذا، لتسأل ذاك الذي في لحظات رحيله وقد شاخ؛ فإننا إن ذكرناه بالولائم الفخمة التي تمتع بها، والمجد والكرامة والأعمال الصالحة التي مارسها يومًا ما وصنعها، إن سألناه: ماذا يبهجك بالأكثر، فإننا نراه يخجل من الأمور الأخرى ويغطي وجهه، أما في هذه فيطير ويثب متهللاً. هكذا حزقيا أيضًا عندما كان مريضًا لم يتذكر الولائم الفخمة والمجد أو الحياة الملوكية بل البرّ، إذ يقول: "اذكر كيف سرت أمامك بالأمانة". القدِّيس يوحنا الذهبيّ الفم |
![]() |
|