![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أن محبته غير الموصوفة للبشر لم تُرى في الصليب فقط، بل أيضًا في كلماته التي تفوه بها على الصليب. فلتسمع هذه الكلمات. عندما كان على الصليب معرضًا للهزء والسخرية والإهانة قال: يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون(لو34:23). أرأيت محبة الرب للبشر؟ كان مصلوبًا لكنه صلى من أجل صالبيه، أما هؤلاء فقد كانوا يهزأون به قائلين إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب (مت40:27). أما هو فلم ينزل عن الصليب إذ هو ابن الله، ولأجل هذا جاء لكى يُصلب من أجلنا. قالوا : أنزل عن الصليب لنرى ونؤمن بك. أرأيت سفاهة الأقوال وحجج عدم الإيمان. فقد عمل ما هو أعظم من نزوله عن الصليب ولم يؤمنوا، والآن يقولون أنزل عن الصليب لنؤمن بك. فالقيامة من الأموات والقبر مغلق بالأختام، كانت أعظم من النزول عن الصليب. وإقامة لعازر من القبر بعد أربعة أيام وهو ملفوف بالأكفان، كانت أعظم من النزول عن الصليب. أرأيت الكلام الهزلي، أرأيت الهَوس المتشامخ. لكن انتبه بشدة أرجوك لكى ترى أن محبة الله للبشر هي عظيمة. وأن المسيح اتخذ من اهانتهم له سببًا لكى يصفح عنهم، إذ قال يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون (لو34:23) . ولم يكتفوا بهذا بل كانوا يقولون خلص نفسك ان كنت ابن الله (مت27: 40) أما هو فقد عمل كل شئ لكى يخلص معيّريه وشاتميه وقال: أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون (لو34:23). فماذا حدث؟ هل غُفرت لهم خطيتهم، نعم غُفرت خطية لكل من أراد أن يتوب. فإنه لو لم يترك لهم خطيتهم لما صار بولس رسولاً، ولو لم يترك لهم خطيتهم لما آمن به في الحال الثلاثة آلاف والخمسة آلاف، وعشرات الألوف من اليهود بعد ذلك. فأسمع ما كان يقوله التلاميذ لبولس انت ترى ايها الاخ كم يوجد ربوة من اليهود الذين امنوا (أع20:21). |
![]() |
|