![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ملاك الرب يضرب جيش أشور وَكَانَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ خَرَجَ، وَضَرَبَ مِنْ جَيْشِ أَشُّورَ مِئَةَ أَلْفٍ وَخَمْسَةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا. وَلَمَّا بَكَّرُوا صَبَاحًا، إِذَا هُمْ جَمِيعًا جُثَثٌ مَيِّتَةٌ. [35] في نفس اليوم الذي بلغت فيه رسالة ربشاقى إلى حزقيا بالليل، تم قتْل هذا العدد الكبير من الجيش بواسطة ملاك واحدٍ. كان الأشوريون مطمئنين وفي أمان، وإذا بالرعب يحلّ عليهم، ويَهلك منهم مئة وخمس وثمانون ألف جنديًا[35]. تَصوَّر القديس مار يعقوب السروجي أن القديسة مريم التي سبق فالتقت برئيس الملائكة جبرائيل يوم أرسله الآب ليبشرها بتجسد الكلمة الإلهي في أحشائها (لو 1: 26-39)، عرفت أنه سبق فبشَّر دانيال النبي ببعض الأحداث التي تتحقق على يدي ابنها الحبيب. لم يكن ممكنًا لفرحته وبهجته وملامحه أن تزول من أمام عينيها. لقد سمعت أيضًا عن خدمات رئيس الملائكة ميخائيل رئيس جند الرب، الذي أنقذ الشعب بقتل 185 ألفًا في ليلةٍ واحدةٍ (2 مل 19 : 35). لكن ما أدهشها أن جميع الطغمات السماوية وقفت في دهشة في لحظات المحاكمة والصلب، دون أن يتحرَّك أحد منهم للشهادة له والدفاع عنه! يرى البعض ما يقصده بملاك الرب كلمة الله قبل التجسد، وقد تحقق ذلك في ذات الليلة التي تلت حديث النبي إشعياء مع حزقيا [35]. لقد هُزِمَ سنحاريب في هذه المرة مع أنه سبق أن حاصر حزقيا وأذله، فقد جاء في إحدى الحفريات التي وجدت في خرائب نينوى[13] كلمات على لسان سنحاريب أنه هاجم حزقيا وأخذ 46 حصنًا ومدنًا صغيرة كما سَبَى 150 ,200 شخصًا من الكبار والصغار، من الذكور والإناث، وعدد كبير من الحيوانات؛ كما أغلق على حزقيا في أورشليم كعصفورٍ في قفص، ووضع سدودًا أمام مدينته وفرض عليه جزية مضاعفة إلخ. يُعلِّق البعض على أنه في الغروب كان جيش أشور محاصرًا أورشليم وأثناء الليل ضرب ملاك الرب الجند، وفي الصباح اكتشفوا الجثث الميتة، قائلين إنها نبوة عن عمل ربنا الخلاصي حين صُلب، إذ مات في الغروب، وقام في فجر الأحد. في الغروب حلَّ البكاء حيث أعلن الرب بصليبه مرارة الخطية التي حملها عنا، وفي الصباح قام من الأموات ليهبنا برَّه المُفرِح وحياته المقامة. في الغروب هدَّد ربشاقى حزقيا أنه سيُدمِّر أورشليم. "وكان في تلك الليلة أن ملاك الرب خرج وضرب من جيش أشور مئة ألف وخمسة وثمانين ألفًا؛ ولما بكَّروا صباحًا إذ هم جميعًا جثث ميتة" [35]. في المساء كان الشعب يبكي، وفي الصباح فرحوا بخلاص الله. يقول أنثيموس أسقف أورشليم: [إن ربنا يسوع المسيح هو ابن البرّ الذي رفضه اليهود، فصاروا كمن هم في المساء محرومون من النور الإلهي والفرح، أما المسيحيون فيؤمنون بالمسيح، صاروا كمن في الصباح مملوئين بالفرح.] v[بالعشاء ينصب البكاء خيمته](**) حلَّ هذا المساء evening عندما انطفأ نور الحكمة في الإنسان الخاطي، وسقط تحت حكم الموت؛ منذ ذلك المساء المحتوم، التزَم شعب الله بسكب الدموع وسط التعب والتجارب، مترقبًا حلول نهار الرب. يليق بالإنسان أن ينتظر حتى الصباح ليشهد لفرح قيامته التي انبعث نورها في باكورتها الأولى عندما قام ربنا عند شق الفجر. القديس أغسطينوس كان هناك يوم واحد قبل الناموس؛ ثم جاء يوم ثانٍ تحت الناموس، فيوم ثالث تحت النعمة. ذاك اليوم الذي عينه أظهره رأسنا نفسه خلال الثلاثة أيام، يجب إعادة تطبيقه أيضًا بالنسبة لكم... الصباح هو زمن الرجاء والفرح؛ أما الوقت الحاضر فهو زمن الاحتمال والمحن. القديس أغسطينوس هلم يا جبرائيل وشاهد ربك يُسخَر منه، ويدق الأثمة المسامير في يديه. وأنت يا ميخائيل يا رجل النار، لماذا تسكت؟ أين سيفك الذي دمَّر آلاف الأشوريين؟ [35]... لماذا بَرَدَ رمح نارك من الصالبين؟ إن كان التلاميذ هربوا من المُعَلِّم، وظل وحده، لماذا تركتموه أيها القوات النارية؟ إن كان الترابيون قد خافوا من الموت وهربوا منه، لماذا أيها اللامائتان ساكتان؟ اثنان منكم أهينا في أرض سدوم، فأضرمتما فيها بحر النار من أجنحتكما (تك 19). إهانتكما لم تتأخر وثأرتما لهما، ألا تنتقما من الجسورين بسبب إهانة ربكما؟... الملك مُهان وتقف الأجواق ساكتة، رب النار مُعلَّق على الخشبة، والنار هادئة. هوذا الترابيون يقبضون على الابن، والمراتب صامتة والملائكة ساكتون، ولسان الغبار منطلق. المراتب مغطاة وهم يبصقون في وجهه، والطغمات مرتجفة، وربهم الخفي مُحصَى بين الأثمة. القديس مار يعقوب السروجي ربما يشير الصباح إلى تدخُّل ملاك الله ضد سنحاريب [35]، وربما إلى القيامة، عندما يتحدث المرتل عن الاستيقاظ في حضرة الرب (مز 3: 5؛ 17: 15). التبكير في الصلاة هو السعي الدؤوب الجاد لطلب الله، قبل أن نسأل الآخرين المساعدة؛ الإنسان الذي يُقدِّم باكورة أفكار اليقظة لله لا يُحجم عن أن يكرِّس له بقية ساعات النهار الأخرى. v تُتلَى الصلوات باكرًا في الصباح لكي تُكرَّس للرب كل الحركات الأولى التي للنفس والعقل، فلا يكون لنا أدنى اهتمام آخر خلاف تهليلنا وفرحنا وشبع قلوبنا بالتفكير في الله، كما هو مكتوب: "تذكرتُ الرب فابتهجتُ" (مز 77: 4 الترجمة السبعينية)، ولكي لا يتثقل الجسد بأي عمل آخر قبل إتمام الكلمات: "لأني إليك أصلي يا رب، بالغداة (في الصباح) استمع صوتي، بالغداة أقف أمامك وتراني". القديس باسيليوس الكبير v هجوم الأشوريين قد خاب، وقدرة سنحاريب تحطَّمتْ تمامًا، بدموع حزقيا ومسوحه، وبتواضعه مع صومه. القديس جيروم مارتيريوس أو Sahdona وهنا لنا تعليقان: الأول هو أنَّه لو أراد الله إنقاذ المسيح من الموت، سواء عن طريق الصليب أو عن طريق أية وسيلة إعدام أخرى، كما يقول هو له المجد، لكان الله قد قدَّم له "أكْثر من اثْنيْ عشر جيْشًا من الْملائكة"! وإذا كانت الكتيبة الرومانية في ذلك الوقت تتكون من 6000 جندي وضابط، فكم وكم يكون عدد الجيش الكامل؟! وإذا كان ملاك واحدٌ قد أهلك من جيش الأشوريين مئة ألف وخمسة وثمانين ألفا في ليلة واحدة [35]، فماذا يفعل "أكْثر من اثْنيْ عشر جيْشًا من الْملائكة" (مت26: 52-53) مع الذين جاءوا للقبض عليه لو أراد الله إنقاذه من أيديهم؟! يتساءل القديس يوحنا الذهبي الفم بأنه إن كان ملاك واحد قتل 185 ألفا في ليلة واحدة، فلماذا قال لتلاميذه إنه إن أراد يطلب من الآب، فيرسل اثني عشر جيشَا من الملائكة. قال هذا بسبب ما بلغه تلاميذه من رعب، فقد ماتوا من الخوف. v لم يكن ملاك الرب الحقيقي المُرسل إلى الأشوريين في حاجة إلى هياج ولا إلى ألاعيب خارجية ولا إلى إزعاج ولا إلى مظاهر رائعة، وإنما في هدوءٍ استخدم سلطانه، فأهلك مئة ألف وخمسة وثمانين ألفًا. أما الشياطين، فكمن ليس لهم سلطان، يحاولون أن يرعبوا على الأقل بألاعيبهم. القدِّيس أنبا أنطونيوس الكبير |
![]() |
|