منذ أيام قدماء المصريين والصليب علامة حياة، وقد اتخذوا "مفتاح أونخ" الذى يشبه الصليب فى شكله، علامة الحياة بعد الموت، حيث كلمة "أونخ" معناها (حياة).
نعم... فالرب حين مات عنا على عود الصليب، مات الناسوت فيه، وظل اللاهوت متحداً بعناصر الناسوت الثلاثة:
الجسد الإنسانى والنفس والروح الإنسانية. إذ (لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين) والسبب بسيط، فاللاهوت خالد لا يموت، وغير محدود، يمكنه أن يظل متحداً بالجسد المسجى فى القبر، وبالنفس الإنسانية والروح الإنسانية، اللتين ذهبتا إلى الفردوس، بعد أن أطلقت الأنفس والأرواح التى كانت فى قبضة إبليس فى الجحيم، مكان إنتظار الأشرار.
نعم... فقبل الصليب كانت نفوس الأبرار مع نفوس الأشرار فى مكان واحد، وإن كان الفرق الجوهرى أن النفس البارة تنتظر المسيح المخلص، الذى سينقلها إلى الفردوس، أما النفس الشريرة فهى تنتظر يوم العقاب النهائى، والحكم الأبدى، حين تنتقل إلى جهنم.