فــــــــــعند ذكر أســــــــــم اللـــــــــــــه , يا للرهبة التي تستحوذ علي النفس!!!
اللــــــــــه الذي خلق من عدم كل شيء.....اللــــــــــــه الذي في السماء ,وسماء السموات لا تتسع لمجده .الساكن في نور لا يُدني منه .
اللـــــــــــــه الموجود بذاته مصدر الوجود."المبارك العزيز الوحيد ملـــــــــــــك الملـــــــــــوك ورب الأرباب الذي وحده له عدم الموت,ساكناً في نور لا يُدني منه ,الذي لم يراه أحد من الناس ولا يقدر أن يراه ,الذي له الكرامة والقدرة الأبدية آمــــــــــين".
ويـــــــــــــقول النبي قديماً مُتسائلاً: "من كال بكفه المياه وقاس السموات بالشبر وكـــــــــال بالكيل تراب الأرض ووزن الجبال بالقبان والآكام بالميزان ,هوذا الأمم كنقطة من دلو , كغبار الميزان تحسب........كل الأمم كلاشيء قدامه من العدم والباطل تحسب عنده ".
مـــــــــــن زمان بعيد حضرتُ مؤتمراً دينياً وكان المتكلم خطيباً عالمياً ,وكان يتحدث عن عظمة اللـــــــــــــــه, عظمته بالنسبة للزمان , وعظمته بالنسبة للمكان, ولازلتُ أذكر بعض الأمور العظيمة التي قالها مما جعل العالم يبدو بصورة مُؤثرة كلاشيء حقاً. وتصادف أن جلستُ وأنا في هذا المؤتمر بجوار أحد رجال الدين المسيحي , المعروف بتعمقه في الدراسات اللاهوتية , وقد لاحظته يصغي بكل حواسه ووجدانه وهو ينتفض , والدموع تفيض علي وجنتيه ,وفي سكون وفي جلال , وهو يسمع الواعظ الكبير يتحدث عن عظمة اللـــــــــــــــــه.
ولــــــــــــــــكن ماذا يستطيع الإنسان مهما قال أن يقول عن اللــــــــــــــه؟!
كان اليهود لا يجرؤن علي ذكر أسمه فيستعيضون عن لفظ الجلالة بكلمة *أدونــــــاي*ومعناها سيدي.
وهـــــــــا هو سيدنا بل سيد الأسياد اللـــــــــــــــــه العظــــــــــيم الأبدي قد سُـــــــــــــر أن ينزل إلينا ويصير معنــــــــــــا.معنا مُبتدئاً بالجسد "آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس".بل وقبِلَ في تأنسه وتجسده أن يدخل عالمنا الأثيم من باب الفقر فيُولد في مذود وهو صاحب العرش الرفيع.