![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() حزقيا ينشر الرسالة أمام الرب 14 فَأَخَذَ حَزَقِيَّا الرَّسَائِلَ مِنْ أَيْدِي الرُّسُلِ وَقَرَأَهَا، ثُمَّ صَعِدَ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، وَنَشَرَهَا حَزَقِيَّا أَمَامَ الرَّبِّ. 15 وَصَلَّى حَزَقِيَّا أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، الْجَالِسُ فَوْقَ الْكَرُوبِيمَ، أَنْتَ هُوَ الإِلهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. 16 أَمِلْ يَا رَبُّ أُذُنَكَ وَاسْمَعْ. اِفْتَحْ يَا رَبُّ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ، وَاسْمَعْ كَلاَمَ سَنْحَارِيبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ لِيُعَيِّرَ اللهَ الْحَيَّ. 17 حَقًّا يَا رَبُّ إِنَّ مُلُوكَ أَشُّورَ قَدْ خَرَّبُوا الأُمَمَ وَأَرَاضِيَهُمْ، 18 وَدَفَعُوا آلِهَتَهُمْ إِلَى النَّارِ. وَلأَنَّهُمْ لَيْسُوا آلِهَةً، بَلْ صَنْعَةُ أَيْدِي النَّاسِ: خَشَبٌ وَحَجَرٌ، فَأَبَادُوهُمْ. 19 وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُنَا خَلِّصْنَا مِنْ يَدِهِ، فَتَعْلَمَ مَمَالِكُ الأَرْضِ كُلُّهَا أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الإِلهُ وَحْدَكَ». فَأَخَذَ حَزَقِيَّا الرَّسَائِلَ مِنْ أَيْدِي الرُّسُلِ وَقَرَأَهَا، ثُمَّ صَعِدَ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، وَنَشَرَهَا حَزَقِيَّا أَمَامَ الرَّبِّ. [14] كان حزقيا يؤمن بأن الله حاضر في كل مكان، ويسمع صوت مؤمنيه أينما وُجدوا، ويرى كل شيءٍ، وليس شيء مخفيًا عن عينيه، لكن الهيكل يُحسَب مسكنه الخاص، وله اعتباره عند الرب. لقد ذهب كطفلٍ بسيطٍ يثق في محبة أبيه وحكمته وقدرته، أسرع إليه في بيته كما في حضنه الإلهي، ليكون تحت حمايته الإلهية ومراحمه. عرض الملك حزقيا الصالح الرسائل التي كانت في أيدي الرسل أمام الرب نفسه في الهيكل المقدس. كان حزقيا واثقًا أن الله يعلم بكل ما فيها، لكن نشره لها في بيت الرب فيه إعلان عن ثقته الكاملة في الرب، وأنه يُقدِّم المشكلة الخطيرة بكل تفاصيلها للمُعِين الإلهي، طالبًا الخلاص. هكذا يمكن للمؤمن، إذ يعرض مشاكله بصراحة وإيمان أمام الرب في هيكله المقدس، يجيبه ويُقدِّم له الحلول. وَصَلَّى حَزَقِيَّا أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ، الْجَالِسُ فَوْقَ الْكَرُوبِيمَ، أَنْتَ هُوَ الإِلَهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. [15] لجأ حزقيا إلى الملك الأعظم من ملك أشور (2 مل 18-19). صلَّى بإيمان، فاستجاب له ملك الملوك. تُعتَبَر صلاة حزقيا مثالاً حيًا للصلاة الحقيقية، فمع دالته لدى الله يتحدث بلغة الوقار. أَمِلْ يَا رَبُّ أُذُنَكَ وَاسْمَعْ. افْتَحْ يَا رَبُّ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ، وَاسْمَعْ كَلاَمَ سَنْحَارِيبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ لِيُعَيِّرَ اللَّهَ الْحَيَّ. [16] كثرًا ما تكرَّرتْ الطلبة "أمل يا رب أذنك"، ففي مرارة صرخ حزقيا الملك إلى الرب الجالس فوق الكاروبيم: "أمل يا رب أذنك، واسمع. افتح يا رب عينيك، وانظر". وكثيرًا ما كرَّر المُرَتِّل هذه العبارة (مز 17: 6؛ 31: 2؛ 45: 10) وهو تعبير يصدر من شخصٍ يشعر أنه أشبه بطفلٍ على صدر أبيه، يود أن يهمس في أذنيه. إنها تصدر عن شخصٍ وديعٍ متواضعٍ، يُسَر به الرب، القائل: "تعلموا مني، فإني وديع ومتواضع القلب". بقوله: "أمل يا رب أذنك"، يود المؤمن أن يقول له، إني عاجز عن أن أُعَبِّر عما في داخلي بفمي ولساني، وليس من أحدٍ يقدر أن يسمع تنهدات قلبي، ويُدرِك ما في أعماقي، ويشاركني مشاعري سواك. لعل المؤمن يشعر بأنه قد يُحرَم في كثير من الأوقات من الشركة الجماعية في العبادة بسبب الضيق، لكن الله وحده يُقَدِّر ما في أعماقه! v إنه يميل بأذنه إن كنت لا ترفع رقبتك، فإنه قريب من المتواضعين، وبعيد عن المرتفعين... إنه في الأعالي، ونحن أسفل، لكننا لسنا متروكين. "نَحْنُ... خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا... فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ" (رو 5: 7، 8). لكن ربنا مات لأجل الأشرار. إذ لم يتقدمنا أي استحقاق لنا من أجله مات ابن الله، بل بالحري، إذ لا توجد استحقاقات، ظهرت رحمته عظيمة... "لأني مسكين وبائس أنا" (مز 86: 1). لا يميل أذنه للغني، بل للمسكين والبائس، أي للمتواضع الذي يعترف إليه أنه محتاج إلى رحمته، وليس إلى المكتفي الذي يرفع نفسه ويفتخر، كمن لا يحتاج إلى شيءٍ. هذا الذي يقول: "أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ... هذَا الْعَشَّارِ". فقد افتخر الفريسي باستحقاقاته، واعترف العشار بخطاياه (لو 18: 11-13)... لا يأخذ أحد يا إخوتي ما قلته كما لو كان الله لا يسمع للذين لديهم ذهب وفضة وأسرة وحقول. فإبراهيم في غناه كان مسكينًا ومتواضعًا، يحترم كل الوصايا ويطيعها. بالحق كان يحسب كل غناه كلا شيءٍ، وبحسب وصية الله كان مستعدًا أن يُقدِّم ابنه ذبيحة (تك 22: 10)، الذي لأجله كان يحفظ كل ثرواته. لتتعلموا أن تكونوا مساكين ومحتاجين، سواء كان لديكم شيء في هذا العالم أو لم يكن لديكم. القديس أغسطينوس وَدَفَعُوا آلِهَتَهُمْ إِلَى النَّارِ. ولأَنَّهُمْ لَيْسُوا آلِهَةً، بَلْ صَنْعَةُ أَيْدِي النَّاسِ: خَشَبٌ وَحَجَرٌ، فَأَبَادُوهُمْ. [18] وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُنَا خَلِّصْنَا مِنْ يَدِهِ، فَتَعْلَمَ مَمَالِكُ الأَرْضِ كُلُّهَا أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الإِلَهُ وَحْدَكَ. [19] |
![]() |
|