التّوبة ليست النّدامة. وليست الحزن على خطايانا والبقاء فيها. يمكننا أن نشعر بالخطيّة دون أن نعمل على تركها. والفرق بين النّدامة والتّوبة ظاهر في قصة الغني ولعازر. صرخ الغنيّ في جهنّم من أجل الرّحمة
..عندما نتوب راجعين إلى الله نحصل على غفران الخطايا والحياة الأبديّة. وهل من نتيجة أهمّ وأعظم من الحصول على الحياة الأبديّة ؟. والدّعوة من الله موجّهة لجميع النّاس على السّواء وهذا النّداء موجّه لكلّ حكيم وعاقل في الكون وفي كلّ أدوار التّاريخ للتّوبة وللإيمان. لأنّ الله ليس إلها عنصريّا للمسيحيّين أو لليهود فقط بل هو خالق الجّميع وينادي الجّميع " ارجعوا إليّ أرجع إليكم " (مل 3 : 7 ). فعندما رجع شعب نينوى الأمميّ إلى الله وقد رافق ذلك صوم لمدة ثلاثة أيّام أي انقطعوا عن الطّعام والشّراب مؤمنين بفداء المسيح كما يرمز اليه في بقاء يونان في بطن الحوت (ابن الانسان في بطن الارض) ثلاث ايام وثلاث ليال تائبين رحمهم. وكلّ من يرجع إليه مؤمنا بالصّليب تائبا يخلّصه إلهنا المحبّ مهما كانت خطاياه. الله من محبّته لنا جاء من السّماء لخلاصنا وعمل هو كلّ شيء عنا. وما علينا إلاّ أن نقبل ما عمله لأجلنا ونترك الخطيّة ونرجع إليه ليخلقنا ثانية.