إيماننا قائم بسبب الكلام الذي كلمنا به الكلمة الإلهي، وجعلنا به أهلاً لشركة ميراث القديسين في النور، والذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته. فكلام المسيح هو أعظم من كل المعجزات، ومن الانشغال المفرط بالتحقق من الغيبيات (آمنتُ لذلك تكلمتُ). لذلك الكنيسة دائمًا تدعونا إلى الصحو والسهر، وهي حذرة تجاه الظواهر الروحية، لأننا نؤمن بالإيمان لا بالعيان، أما الجيل الشرير والفاسق الذي يطلب آية ولا تُعطىَ له آية (مت ٣٩:١٣)، فذلك لأنه لا آية أعظم من معجزة خلاصنا الثمين التي لا تشيخ ولا تنضب، والتي تتخطى الأزمنة والآراء الشخصية المتقلبة. فما هو عصري اليوم يصبح غدًا قديمًا وباليًا، أما نحن فأحياء لله في المسيح يسوع، أبديتنا باقية، ونسعى لنقطر ونجمع زيتنا، ونسعى في جدة الحياة ونحمل ثمار الروح ونجعل غير المنظور منظورًا، ونفعل كل شيء لمجد الله، عاكسين مجده بثبوتنا فيه. إيماننا الصادق يفتح الطريق لعبور عتبة الحق، لأن وجود الله عميق فينا وسري، يعلن سره لأتقيائه، ويعلن ذاته للذين يحبونه.