قام المسيح في خميس العهد بالتأسيس الإلهي لسر عشائه السري الأخير، الذي أرشد عنه من خلال الحرف، وأكمله من خلال الروح، وعلَّم به من خلال الرموز، ووهبَهُ بالنعمة من خلال الأعمال. كمَّل المسيح تقدمة هذه الذبيحة المَهوبة كعطية للخلود ووعْد بالحياة الأبدية، كي نكون نحن شركاء الدعوة السماوية.
أسس الرب عهدً جديدًا وميثاقًا أبديًا مع شعبه، عهدًا موثَّقًا بدم ابن الله الوحيد، دم قائم كل يوم على المذبح ننظره ونتناول منه، ونصير أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه، ونكون واحدًا معه ممتزجين به، مُرهِبين للشيطان عندما يُغذِّينا بجسده الخاص٬ ويجعلنا جنسًا كريمًا٬ ويعطينا رجاء الخيرات العتيدة، فتتجلىَ فينا صورته الملوكية، وننال بهاءه الذي لا يزول، فَمُنا يمتلئ بالنار الإلهية ولساننا يصطبغ بالدم الكريم، فتهرب منَّا الشياطين خائرة وتقترب منا الملائكة وتُعيننا.