
أي حب ذات هذا الذي يدفعنا أن نقبل أن يغفر الله لنا خطايانا الكثيرة ويرحم ضعفنا، ونحرم أخواتنا منه، هل نحن أعظم من الآخرين، وهل نحن نبصر من ذاتنا وبقدراتنا الخاصة أم أن الله فتح اذهاننا لنفهم الكتب، وأن كان الله هو الذي له الفضل لانفتاح بصيرتنا، فلماذا نفتخر ونُعيِّر الآخرين وكأننا لم نأخذ شيئاً من الله وكأنه حق لنا، وكأننا من ذاتنا نعرف ونفهم ما من الله وإعلانه الخاص : [ لأنه من يُميزك وأي شيء لك لم تأخذه، وأن كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ ] (1كورنثوس 4: 7)
من ثمار الروح القدس، هو اللطف، واللطف لا يجرح حتى أولئك الذين يستحقون الإدانة، وعادة يجعل أولئك الذين يُدانون يستحقون الصفح والغفران الأكيد، الرب يعمل بالمحبة التي تُشفق، ويهدف لخلاص الكل بلا تمييز، ويسعى إلى هذه الغاية (أي خلاص كل إنسان) بلطف تستريح إليه النفوس فتعطي آذانها لتسمع ما يقوله الروح، وفي سكيب هذا اللطف بالمحبة فأن قلوب البشر لا تسقط، ولا تذبل أرواحهم، بل يقتربون من الله أكثر ويحبون كل من يدعو باسمه، لأنهم يجدون عنده راحة وسلام عجيب، يشعرون أنه يفوق كل إمكانيات البشر بحسب الطبيعة، وفي النهاية يمجدون الاسم الحسن، عوض الذين يزرعون الخصومة ويسخرون منهم، فيزدادوا عنفاً وتجديفاً على الاسم الحسن، لأن بسببنا يا أما يتمجد الله أو يُجدف على اسمه العظيم القدوس، ولا ملامة على من يجدف، لأننا نحن الذين شوهنا صورة الله المحب عند الجميع، لأننا نتكلم عن المحبة ولا نحيا بها، لأن حياتنا كلها كلام في كلام وليس فيها خبرة، فحقاً ما اسوأ أن نكون فلاسفة في الكلمات وبارعين عن الدفاع عن المسيحية والمسيح الرب، ولكننا في الأعمال لا نستطيع ان نعما شيئاً لأننا طفأنا روح المحبة واللطف، أي الروح القدس، لذلك لم نستطع أن نشهد شهادة حسنة لله الحي !!!
حتي بين بعضنا البعض لم نستطع أن نحب إخوتنا والعلامة التي تُميزنا كمسيحيين فقدناها لأنه مكتوب: [ بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، أن كان لكم حب بعضاً لبعض ] (يوحنا 13: 35)، [ بهذا يتمجد أبي أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي ] (يوحنا 15: 8)، [ وأما ثمر الروح فهو: محبة، فرح، سلام، طول أناة، لُطف، صلاح، إيمان ] (غلاطية 5: 22)، [ لأن ثمر الروح هو في كل صلاح وبرّ وحق ] (أفسس 5: 9) !!!