v "ذكر الصدِّيق يُمتدَح". لم يقل هذا ليعني أن النفوس المنتقلة يعنيها مديحنا. إنما قال هذا، لأن الذين يمدحون الراحلين ينالون النفع الأعظم من ذكراهم، لذلك إذ ننال نفعًا كثيرًا من ذكرهم المقدس، ليتنا لا نزدري بكلمات الإنسان الحكيم، بل بالحري نعطي اهتمامًا بها.
v ليس فقط الأجساد، وإنما مقابر القديسين نفسها مملوءة نعمة روحية. لأنه إن كان في حالة أليشع حدث أن جثمانًا لمس القبر، فتفجَّرت قيود الموت، وعاد إلى الحياة، بالأكثر الآن إذ صارت النعمة في أكثر فيض، وصارت طاقة الروح أعظم، يمكن بلمس القبر بإيمان ننال قوة عظيمة، لهذا سمح الله لنا الاهتمام برفات القديسين، مشتاقًا أن يقودنا إلى الاقتداء بهم، مُقدِّمًا لنا نوعًا من الملجأ، وتعزية آمنة من الشرور التي تحدق بنا.
v عندما لم يؤمن أحد، قام رجل ميت. فبالنسبة للذين طرحوه، لم يكن من أجل الإيمان، وإنما عن جبنٍ طرحوه، عن غير قصد ومصادفة، من أجل الخوف من فرقة لصوص. أما الشخص نفسه الذي كان ميتًا وطُرِحَ، فلأن جسم الميت (أليشع) كان مقدسًا قام الميت.
v في مثال أليشع لمس إنسان الجسد فقام، أما هنا فبالصوت أقامهم (الموتى)، بينما كان جسده (أي جسد المسيح المصلوب) لا يزال هنا على الصليب. أنهم ليسوا فقط قاموا، بل والصخور تشققت، والأرض اهتزت، لكي يتعلموا أنه كان قادرًا أن يضرب (صالبيه) بالعمى ويمزقهم أربا... لكنه لا يريد ذلك، فإنه سكب غضبه على العناصر، أما هم فيريد أن يُخلِّصهم بمراحمه.