يُحكى عن " شابة جامعية " إنها أحبت المال بصورة مرضية، حتى صار الثراء كل هدفها فى الحياة، فماذا فعلت لتصير واحدة من الأثرياء؟ بدأت تجلس مع الشباب، حتى تعرفت على شاب مميز، كان يملك عربة، فاعتقدت من مظهره أنه فتى الأحلام، الذي سيحقق لها طموحاتها..
وتمر الأيام وتتوطد العلاقة بينهما، لكنها لاحظت أن زميلها كثير الرسوب، كما لو كان لا يرغب فى التخرج! فلما سألته عن سبب رسوبه ذُهلت، إذ علمت أنه يتعمد الرسوب لأنه يوزع المخدرات على الطلبة! وهذا هو مصدر غناه..!! وبكل جرأة يعرض عليها أن تشاركه هذه التجارة المربحة، إن كانت تريد أن تصبح من الأثرياء! كل ما ستفعله إنها ستقف فى مكان ما على الكورنيش، فيأتي إليها شخص ويسلمها المواد المخدرة، فتأخذها منه وتعطيها لبعض التجار...
فى البداية رفضت، إلا أنها تحت إغراء المال قبلت، وبالفعل بعد فترة قليلة جداً، صارت من أصحاب الملايين، فلما اغتنت احتقرت زميلها، لأنه لم يعد يملك من المال مثلما تملك، كما أصبح بالنسبة لها بلا منفعة، فلم يكن أمام الشاب سوى التبليغ عنها انتقاماً لكرامته، فتم القبض عليها وأودعت فى السجن.. فماذا انتفعت من المال؟ المال الذي اشتهته هو الذي ألقي بها فى السجن، ولوث اسمها وقضى على شبابها!
إنها مأساة شـابة، تذكّرنا بمأساة يهوذا الإسخريوطى، الذى لما أحب المال أسلم سيده وفى النهاية ماذا جنى؟! لم يجنِ سوى حبل المشنقة الذى خنق به نفسه!! وهكذا كل من يسعى وراء المركز، أو الشهرة، أو السلطة.. سيظل يجرى هنا وهناك، دون أن يكتب الحرف الأول من اسمه فى سجل الحياة!!
تعجبني تلك العبارة القائلة " لو أن الغزاة استطاعوا أن يصعدوا إلى السماء بعد إخضاعهم الأرض لما تراجعوا لحظة " !! وصدقوني لو أنهم امتلكوا السماء فلن يشبعوا !! ولو عقلوا لبحثوا لا عن السماء ولا الأرض بل خالقهما.