![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَقَالَ لَهُ أليشع: خُذْ قَوْسًا وَسِهَامًا. فَأَخَذَ لِنَفْسِهِ قَوْسًا وَسِهَامًا. [15] نجح يوآش نسبيًا في طاعة أليشع عند موته لكن لم يستمر. لقد وضع أليشع يده على يدي الملك علامة اشتياقه أن يبارك الرب عمله، وبالفعل انتصر على الجيش الأرامي ثلاث مرات، لكنه لم يتمتع بالنصرة النهائية. v دعا النبي: "مركبة إسرائيل وفرسانها"، لأن سلام المملكة وانتصارات إسرائيل كانت تتوقف على صلاته وتدبيره. كافأ النبي الحب الذي لدموعه، وقال له: "خذ قوسًا وسهامًا". ثم وضع أليشع يده على يدي الملك وأمره أن يفتح الكوّة، ويتجه نحو الشرق ويصوِّب السهام. صوَّب سهمًا، فقال له أليشع: [سهم الرب للنصرة، سهم نصرة على أرام]. بالحقيقة كانت الكوّة متجهة نحو أرام، "إنك تضرب أرام في أفيق إلى الفناء" [17]. هذه العبارة تحمل معنيين روحيين: الأول: أن الله ربط نصرة بني إسرائيل بتلك العلامة التي لم تكن بالأمر الجديد، فقد وُجدت من قرون طويلة... عندما أرسل الله ضربات على مصر وحرَّر الشعب، اعتمد ذلك على عصا موسى (خر 4: 17). وأيضًا اعتمد هلاك عماليق على رفع يديّ موسى أثناء الصلاة (خر 17: 9-13)، ودمار مدينة عاي على مد يشوع للمزراق الذي بيده (يش 8: 18-19). كان من المناسب للموقف أن يقوم الأمر هكذا حتى يعرف الشعب بكل تأكيد أن معونة الرب قد وُهبت لهم، في لحظة نوال هذه النعمة، وتبقى ذكرى النعمة متغلغلة في قلوبهم. فإن النبي وحده كان يعرف السرّ، بينما كان مخفيًا عن الملك. وإلا ما كان قد توقف عن ضرب الأرض ثلاث مرات، بل جعلها عشرة. وإذ كان مترددًا وانسحب لامه أليشع، ليس لأنه ارتكب خطأ ما، وإنما لأنه حرَّم أبناء شعبه من النصرة والنفع العظيم بإبادة الأراميين وإزالة مملكتهم، الأمر الذي كان يرغبه أليشع بقوة. صار حزينًا، لأن أمله خاب بواسطة الملك الذي توقف ولم يضاعف الضربات الموصوفة له. أما المانع الحقيقي لتوقف النعمة، فهو ارتداد الملك والشعب، وإرادتهم المتمردة في عبادة الأوثان. هذا هو السبب الذي عاق عطية النعمة التي عنت بها هذه العلامة. القديس أفرام السرياني |
![]() |
|