|
 |
 |
 |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
07 - 05 - 2025, 07:43 PM
|
|||||||||||
|
|||||||||||
 مارمرقس ومدرسة الأسكندرية 🌹❤️😍😇 يذكر القديس جيروم أن مارمرقس هو مؤسس مدرسة أسكندرية اللاهوتية، إذ أرشده الروح القدس لإنشاء صرح علمي على مستوى المدارس الفلسفية اليونانية الموجوده في الاسكندرية التى كانت تعتبر ملتقى ثقافى بين الفكر اليهودي بقيادة فيلون والفكر الهيلليني و الأفلاطونية الحديثة، لشرح العقيدة المسيحية وتعليم طالبي العماد أسس الإيمان المسيحي، وبحسه الثقافي أختار يسطس أحد علماء الاسكندرية الذين قبلوا الايمان ليكون أول عميد لهذه المدرسة والذي صار فيما بعد بطريرك للكرسي المرقسي. وصارت بها الاسكندرية عقل المسيحية المفكر ، في الوقت الذي كان الغرب متقبل أستنارة الإيمان في أنتظار مصالحة الفلسفة مع الإيمان . وقامت الاسكندرية بدور تعليم راقي لا يميز بين طبقات المجتمع أو جنس المتعلم ، فأعطت صورة كريمة للأنسان . ووضع مارمرقس رؤيته تجاه مهمته الصعبه بأن تكون رسالة مدرسة الأسكندرية تنصب في: 1- تثبيت إيمان المؤمنين بديانتهم والأجابة على أسئلتهم. 2-تكون مجالاً للراغبين في الدخول إلى المسيحية وتعريفهم بمبادئ الأنجيل ، والأنتقال – لمن يرغب- في التعمق في عقائدها والمناقشة على مستوى العلماء والفلاسفة. 3- تكوين قيادات روحية وكنسية على مستوى علمى سام ، قادر على إشباغ وإقناع المؤمنين والرد على مهاجمين المسيحية وتحدياتهم. ولم تكن مدرسة الأسكندرية صرح علمي فحسب ،و إنما مركز لأنطلاق الروح بأصوام وصلوات وضبط الجسد ، حيث أرسى أساتذتها وخاصة إكليمنضس وأوريجانوس أولى مبادئ اللاهوت النسكي ، حيث يتطابق سلوكهم مع تعاليمهم .. إذ لا ينفع العلم وحده بدون سلوك تقي يشهد لهذا العلم! ومنها خرج بطاركة وعلماء ساهموا في صياغة العقيدة المسيحية في قوالب نصية ساهمت في الرد على هراطقة العالم في كل العصور ، وتبسيط الإيمان الصحيح من أجل طالبي العماد . فروت ظمأ المسيحيين بالمعرفة الدينية بتأسيس أول شكل للاهوت المسيحي فُحسب رجالها "معلمّي المسكونة". كما أشتهرت مدرسة الأسكندرية بالتفسير الرمزي برئاسة العلاّمة أوريجانوس تلميذ إكليمنضس الذي صالح الفلسفة مع الإيمان بروح كرازية حتى دعى " راعي النفوس المثقف". ومنها القديس بنتينوس الذي يرجع اليه الفضل الأول في إدخال اللغة القبطية مستخدمًا الحروف اليونانية مُضاف اليه سبعة حروف ، وإليها ترجم الكتاب المقدس الذي تعامل معه العلماء على أنها ترجمة على مستوى الأصل اليوناني! وهناك أثيناغوراس الذي يُعتبر أول مفكر مسيحي حاول أن يبرهن على وحدانية الله بطريقة فلسفيه علمية ، مستشهدًا بأدلة من الفلاسفة ليقنع الفلاسفة بسلاحهم، هذا الذي أنجذب للمسيحية عندما كان يحاول نقدها. ومنها خرج "معلم الكنيسة الجامعة" العظيم البابا ديونيسيوس السكندري واحدًا من أعظم شخصيات التاريخ الكنسي على المستوي العالمي . وأحد أعلامها القديس ديديموس الضرير الحصن المتين والسند القوى للتعاليم المسيحية ، والخصم العنيد للأريوسيين، والذي تتلمذ عليه كثيرين أمثال غريغوريوس النزينزي وجيروم و روفينوس الذي دعاه "النبي" و "الرجل الرسولي" . وهو الذي أخترع طريقة كتابة للمكفوفين قبل برايل بعدة قرون. وببصيرة روحية فسّر العهد القديم والجديد كلمة كلمة . وكانت مكانة عميد مدرسة الاسكندرية تلي مكانة بطريرك الكنيسة ،و كثير من عمدائها صاروا بطاركة ، ومنهم من كان من طلابها النوابغ الذين أعتلوا الكرسي المرقسي : البابا الكسندروس، البابا اثناسيوس الرسولي، والبابا كيرلس عمود الدين. ولم تقتصر العلوم في مدرسة الاسكندرية على النواحي الدينية فقط بل شملت علوم الفلسفة والطب والصيدلة والأدب واللغات ، حتى قيل عنها :"أنه يكفي للطبيب الصيدلي للتدليل على مهارته ، قوله أنه تعلم في الاسكندرية بجامعتها المسيحية". ومع حدوث الأنشقاق عام 451م ، وبوجود بطريرك ملكاني وأسباب أخرى بدئت شعلة المدرسة تنطفئ ومعها دخلت الكنيسة عصور مظلمة، يخيّم عليها البساطة وعدم الألتفات للعلم ، فيغيب القرن الخامس وتغيب معه شمس مدرسة الأسكندرية. 
|
 |
|
العرض العادي
