![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() من وهو صغير، كان كريم متعود يروح مع مامته في كل مشوار، بس دايمًا تلاقيه ساكت. مش من النوع اللي يزن أو يطلب. لما يدخلوا محل ألعاب، يبص شوية ويمشي، ولما يعدوا على عربية آيس كريم، يبلع ريقه ويكمل الطريق من غير كلمة. مامته كانت دايمًا تقول عليه “ابن ناس ومؤدب” ، بس الحقيقة إن كريم كان فاهم أكتر من سنه، وفاهم إن مامته مش قادرة تصرف كتير بعد وفاة باباه. في المدرسة، كان بيقعد دايمًا على دكة جنب الحيطة، مش علشان بيحب العزلة، لكن علشان مش هيضطر يشرح لحد ليه مقلمته فاضية أو ليه بيخبّي سندويتشه القديم في الكيس كأنه جديد. الديسك ده بقى مملكته. هناك بيكتب أحلامه على الهامش، وبيتخيل إن العالم أكبر من أسوار المدرسة، وإن فيه حاجات مستنياه برّه. في يوم، جت مسابقة رسم في المدرسة. الجايزة كانت بسيطة: شنطة أدوات رسم كاملة، واللي يكسب، اسمه هيتعلق في أوضة النشاط. كريم اشتغل بالقلم الرصاص اللي معاه لحد ما صباعه وجعه، ورسم حلمه: بيت واسع، وماما بتضحك، وهو بيعلّق شنطة جديدة على كتفه. اتعلّق اسمه في أوضة النشاط، وأخد الجايزة. بس الحكاية ماخلصتش هنا. المدرسة قررت تبعت رسومات الأطفال لمعرض كبير، وهناك شافها واحد من المنظمين. اتأثر قوي برسم كريم، مش علشان تفاصيله، لكن علشان الحلم اللي بين الخطوط. وبعد أيام، اتبعت جواب للمدرسة: "نحب نرعى كريم ونقدمله منحة كاملة لدراسة الفنون وتنمية موهبته." كريم ماصدقش، ومامته دمعت وهي ماسكة الجواب. رجع قعد على نفس الكرسي جنب الحيطة، بس المرة دي مش علشان يستخبى، لأ، علشان يعرف يفتكر إن الأحلام الكبيرة ممكن تبدأ من أماكن بسيطة جدًا. فيه ناس بتفضل طول عمرها ساكنة في الهامش، مش علشان مش قادرين يدخلوا الصورة ، لكن علشان الظروف حطّتهم على الكرسي اللي جنب الحيطة . بس لما ييجي وقت ربنا، الصورة بتتعدل.. . والحلم بيتحقق من أول سطر في الهامش. كرسي جنب الحيطة لـ بولا وجيه |
![]() |
|