![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَقَالَ: اطْرَحُوهَا. فَطَرَحُوهَا، فَسَالَ مِنْ دَمِهَا عَلَى الْحَائِطِ، وَعَلَى الْخَيْلِ فَدَاسَهَا. [33] موتها كان مشينًا، فالخصيان الذين كانوا في خدمتها طرحوها من الكوة. مُزِّقت قبل بلوغها الأرض، وسال دمها على الحائط والخيل، وساق ياهو خيله حتى داست الخيول جثمانها علامة احتقاره لها، وتُرِكَتْ لكي تأكل الكلاب لحمها. ظنَّت إيزابل إلى سنوات طويلة أنها إنسانة ناجحة، ذات شخصية قوية، عرفت كيف تُحرِّك رجلها أخآب الملك وابنيها كعبيدٍ لها، وتُدَبِّر كل أمور المملكة لحساب إقامة عبادة البعل، تأمرهم فيطيعون، ويرتعب أمامها كل رجال القصر والقادة في كل المملكة، حسبت أنه لا توجد قوة على وجه الأرض تقف أمامها. لم تكن تدري أن الخطية التي تمارسها تحمل الفساد الخفي والدمار الرهيب في داخلها، ولكن يظهر في حينه. الآن فقدت ابنها الملك في خيانة من رجاله، وفقدت سلطانها، كما فقدت حياتها، بل وتعرَّضتْ إلى موتٍ مشينٍ. هذا كله بسبب الخطية التي سيطرت عليها. v ضُرِبَ أخآب في المعركة وسقط، وبعد سقوطه جاء خدامه ليحزنوا ويبكوه، ووضعوه في مقبرة الملوك بكرامة (1 مل 22: 34-37)، لكن لم يحدث نفس الشيء بالنسبة لإيزابل. فبعد أن طرحها الخصيان إلى الأرض، تكسَّرت عظامها بسقوطها، وداست الخيول عليها، ومزَّقتها الكلاب. سبب الفارق، هو أن أخآب وإن كان قد ارتكب جرائم كثيرة، إلا إنه أظهر توبة من وقت لآخر (1 مل 21: 27-29). أما إيزابل، فعلى العكس، ليس فقط انتهكت العدالة وسببت غضبًا بسلوكها الدنس، إنما سحبت رجلها ليمارس جريمة وحشيْة وارتكاب مظالم. أخيرًا لم تندم قط، لا في أوقات النجاح أو الكوارث، ولم تترك طريق ضلالها. حتى في لحظات ارتكاب مظالم... حتى في لحظات إدانتها بالموت كانت في ثورة كامرأة مجنونة. لهذا توجد أسباب كثيرة أن تكون العدالة عنيفة معها على وجه الخصوص. بالإضافة إلى ذلك، لاحظوا ولتدركوا كيف أن إيزابل، التي أرعبت أنبياء واستعبدت ملوك، ألقاها عبيد في خزي وعارٍ، ومزّقتها أسنان الكلاب. هذا حدث حتى تصمت أفواه الكذبة، فلا يقولوا: [لِمَاذَا تَنْجَحُ طَرِيقُ الأَشْرَارِ؟ لماذا اِطْمَأَنَّ كُلُّ الْغَادِرِينَ غَدْرًا؟!] (راجع إر 12: 1). القديس مار أفرام السرياني لتكره الخطيَّة حتى تُسر الله. لا تطلبها، لا تفكِّر فيها (أثناء التوبة) أكثر ممَّا هي عليه، بل بالحري احتقرها وحِدْ عنها. تقترح التجربة عليك أن الخطيَّة قادرة أن تجعلك سعيدًا. إنها تهدِّد بالحزن لكي تغريك على الشرّ، لكن هذا كلُّه فراغ عابر. يمكن للاقتراحات الشرِّيرة أن تحلّ بالأفكار أو بالمحادثات الشرِّيرة، وبسهولة تفسد الحياة المستقيمة. من حيث تأتي ألقها خارج قلبك، لا تهتم بها، ولا تبحث عنها... لنتذكَّر ما أمرنا به في إنجيله: "صلُّوا بلا انقطاع"، فإن كنت لا تتوقَّف عن الصلاة، فبالتأكيد لن ينسى مراحمه. القديس أغسطينوس |
![]() |
|