v إن كان الحطب الذي من طبعه الخفة لما أُلقي في الماء في أيام أليشع أخرج الحديد من طبعه الثقيل [16]، فكم بالحري يُرسِلُ الرب إلينا روحه الخفيف النشيط الصالح السماوي وبواسطته يُخرِجُ النفس التي غطست في مياه الإثم، ويُصيِّرها خفيفة، ويرفعها على جناحه تجاه أعالي السماء، ويُغَيِّر طبيعتها الأصلية تغيُّرًا كاملاً.
وكما أنه في الأمور المنظورة لا يقدر أحد من نفسه أن يجتاز البحر ويعبره، إلاَّ إذا كان له قارب خفيف مصنوع من الخشب يسير على المياه، لأن من يزعم أن يسير على البحر يغرق ويهلك، هكذا لا يمكن للنفس أن تعبر بذاتها بحر الخطيئة المُرّ وتعلو عليه، وتجتاز الهُوّة الصعبة التي هي هُوَّة قوات الظلمة الخبيثة في الهواء، إلاَّ إذا أحرزت روح المسيح اللطيف السماوي الخفيف الذي يسير بها، ويعبر بها من كل خبثٍ. بواسطة هذا الروح يمكنها أن تصل إلى ميناء الراحة السماوية من معبر ضيّق إلى مدينة الملكوت.