أجرى الحوار - هبة محسن: مصطلحات ربما لم يسمع بها الكثيرون منذ وقت طويل، وجماعات لم نعد نذكر اسمها في المجتمع المصري منذ سنوات، ولكن مؤخراً أصبحت هذه الأسماء والمصطلحات الهاجس الذي يتخوف منه الكثيرون، ''القاعدة''، جند الله، التكفير والهجرة، السلفية الجهادية''، جميعها أسماء انتشرت بشكل كبير في الفترة الأخيرة. لهذه الجماعات تواجد مكثف في منطقة شمال سيناء ويرجح الخبراء الأمنيين أنها كانت وراء العديد من الأحداث والعمليات التفجيرية التي تم تنفيذها مؤخراً في هذه المنطقة وفي مقدمتها تفجير خطوط الغاز المتجه إلي الأردن وإسرائيل قبل وقف التصدير إليها وعملية رفح التي استشهد فيها 16 جندي مصري وما تلاها من عمليات استهدفت جنود مصريين.
ويربط عدد من للخبراء السياسيين والمتخصصين في شئون الجماعات الإسلامية بين صعود هذه الجماعات في المجتمع المصري بهذا الشكل الكثيف وبين صعود التيار الإسلامي للحكم في مصر، وهؤلاء يبررون هذا الربط بأن هذه الجماعات الإسلامية المتشددة كانت في حالة خمول وخوف من السيطرة الأمنية قبل الثورة خاصة علي منطقة سيناء أما بعد الثورة فقد عادت هذه الجماعات لنشاطها مرة أخري نتيجة لشعورها بالاستقواء بصعود التيار الإسلامي للحكم وانهيار المنظومة الأمنية في سيناء. ''مصراوي'' تحدث إلي الدكتور ناجح إبراهيم القيادي بالجماعة الإسلامية - إحدى الجماعات الإسلامية التي كانت تنتهج منهج العنف ثم تخلت عنه وأطلق قاداتها عام 1997 مبادرة لوقف العنف - للتعرف أكثر علي الجماعات الجهادية في سيناء والفكر الذي تنتهجه وحقيقة ما يقال عن وجود تنظيم القاعدة في مصر. أفكار تجمع الجماعات الجهادية في سيناء بداية يؤكد الدكتور ناجح إبراهيم أن الجماعات الجهادية في سيناء متعددة وأبرزها جماعات جند الله والرايات السوداء وهؤلاء يحملون فكر تنظيم القاعدة ويعارضون الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية ويستحلون دماء رجال الشرطة علي وجهة الخصوص، وهناك جماعة السلفية الجهادية وهؤلاء لا يعارضون الرئيس إنما يعتبرونه حاكم عادي وكل ما يريدونه هو محاربة إسرائيل بدون الحصول علي إذن الحاكم ''الرئيس أو الحكومة''، أما جماعة التكفير فهؤلاء يكفرون المجتمع بأكمله ويحمل جزء منهم السلاح أما الجزء الأخر فلا يحمل السلاح ويكتفي بالابتعاد عن المجتمع الذي يكفره. ويضيف إبراهيم أن جماعة جند الله هي التي نفذت الهجوم علي الجنود المصريين في رفح بالتنسيق مع أتباعهم في قطاع غزة والأسلحة جاءت إليهم مهربة من ليبيا. والأفكار المشتركة بين تجمع بين هذه الجماعات كما يقول ناجح إبراهيم، هي التكفير والتفجير فهم يريدون قتال الإسرائيليين بدون مراجعة الحاكم وأفراد هذه الجماعات قادمين من الدلتا للتدريب في سيناء وتنفيذ عملياتهم هناك، ولكن التكفير في الإسلام أمر مرفوض ودور الداعية هو النصح والإرشاد وليس التكفير. ويري أن رغبتهم في محاربة إسرائيل بدون الرجوع للرئيس أو الحكومة بمثابة مزايدة علي الرئيس ومواقفة المدافعة عن حقوق الفلسطينيين، كما أنهم بإصرارهم علي هذا يضعون الدولة أمام خيارين إما الحرب مع إسرائيل وهو أمر مصر في غني عنه ولن يرضي الرئيس والحكومة علي خوض حرب غير متكافئة مع إسرائيل والخيار الثاني يكمن في مواجهة هذه الجماعات وهو ما أقدمت عليه الدولة من خلال العملية نسر. الجيش غير مؤهل لمكافحة الإرهاب وعن جدوي العملية نسر التي نفذتها القوات المسلحة في سيناء، يؤكد القيادي في الجماعة الإسلامية أن العملية نسر صعبة نظراً لأن العدو غير معروف والجيش ليس لديه خبرة في مكافحة الإرهاب ويبدو أن الهدف من هذه العملية هو القضاء علي الأسلحة الثقيلة التي دخلت سيناء مؤخراً عن طريق التهريب، ولكن لا أحد ينكر أن هذه العملية حققت جزء من أهدافها حيث دمر عدد من الأنفاق التي تستخدم في التهريب من وإلي قطاع غزة وأيضاً يستخدمها العناصر الجهادية في الدخول إلي سيناء.
ويتابع قائلاً: ''إن هذه الأنفاق لابد من إغلاقها بشكل كامل علي أن يعبر الفلسطينيين من وإلي مصر بالشكل القانوني من خلال المعابر، وكذلك يتم التبادل التجاري بين مصر والقطاع بشكل مقنن وهو ما سيحدث تنمية في هذه المنطقة وسيدر دخلاً إضافياً لمصر'' . القاعدة تؤسس نفسها في دول الربيع العربي أما عن وجود تنظيم القاعدة في مصر، فاعتبر الدكتور ناجح إبراهيم أن تنظيم القاعدة بدأ تكوين نفسه في مصر مؤخراً وهو الآن في مرحلة طرح الأفكار وبعد فترة سيكون له وجود فعلي في مصر وفي جميع دول الربيع العربي، وبشكل عام فليس هناك حرج من وجود تنظيم القاعدة في مصر طالما تخلي عن العنف ولكن هذا لم يحدث حتي الآن.
الخلل يطول كل سيناء وحول رؤيته للوضع الأمني في سيناء، أكد أن الخلل في سيناء يطول كل شيء وليس الآمن فقط، فلا يوجد بهذه المنطقة تنمية علي الإطلاق حتي أبنائها يحرمون من دخول كليات الشرطة أو الحربية علي الرغم من أنهم الأجدر علي التعامل مع الأوضاع الأمنية والاجتماعية هناك. وعن رأيه فيما تردد بشان تكليف رئاسة للدكتور عماد عبد الغفور مستشار الرئيس ورئيس حزب النور السلفي بالتحاور مع الجماعات الجهادية في سيناء، أكد القيادي في الجماعة الإسلامية أن هذا أمر جيد والحوار مطلوب في جميع المراحل ولكن مع من يمكن التحاور معهم أما حملة السلاح فلابد من التعامل معهم بالقانون.