كان نعمان إنسانًا شاكرًا، رجع إلى أليشع النبي لكي يشكره. وكان في رجوعه تعب وخسارة، لأنه لو انطلق من الأردن إلى دمشق لاختصر من الطريق حوالي 30 ميلاً، وكان يمكنه أن يبعث للنبي رسولاً برسالة يشكره فيها. حقًا لقد شُفِي جسديًا وروحيًا.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفمعن ذبيحة الشكر حتى في وسط الألم كما فعل أيوب البار، فيقول: [إنه لأمر عظيم إن استطعنا أن نُقدِّم الشكر بفرحٍ عظيمٍ. لكن تقديم الشكر عن خوفٍ شيء، وتقديم الشكر أثناء الحزن شيء آخر. هذا ما فعله أيوب عندما شكر الله... لا يقل أحد إنه لم يحزن على ما حلَّ به أو أنه لم يتأثر به في أعماقه. لا تنزع عنه المديح العظيم لبرِّه... يؤذينا الشيطان لا لكي يسحب ما لنا ويتركنا معدومين، وإنما لأنه عندما يحدث هذا يُلزِمنا أن نجدف على الله.]
[تُوِّج أيوب وصار مشهورًا، ليس لأنه لم يهتز بالرغم من التجارب غير المحصاة التي أحدقت به، وبالرغم من مقاومة زوجته له، وإنما استمر في شكره للرب على كل حال ليس عندما كان غنيًا فقط، وإنما عند صار فقيرًا أيضًا، ليس عندما كان في صحة، بل وعندما ضُرب جسمه (بالقروح) أيضًا، ليس عندما حلت به هذه الأمور ببطءٍ، وإنما عندما حلت به عاصفة عنيفة، حلت ببيته كما بشخصه بالكامل أيضًا.]