![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَقَالَ لَهَا أليشع: مَاذَا أَصْنَعُ لَكِ؟ أَخْبِرِينِي، مَاذَا لَكِ فِي الْبَيْتِ. فَقَالَتْ: لَيْسَ لِجَارِيَتِكَ شَيْءٌ فِي الْبَيْتِ إِلاَّ دُهْنَةَ زَيْتٍ. [2] من قول أليشع النبي: ماذا أصنع لك؟ يتضح أنه لم يكن يستطيع أن يتحدث مع المُرابي، إما لمعرفته به أنه طماع وقاسي القلب، أو لأن كثيرًا من المرابين كانوا يستغلون فرصة المرض أو الاحتياج الشديد. فكان من الأسهل على أليشع أن يتعامل مع "دهنة الزيت" لتملأ كل الأوعية التي تستعيرها من الجيران عن أن يتعامل مع قلب المرابي وفكره، لأن إرادته الشريرة أغلقت عليه، فلا يقبل مشورة ولا يمارس حبًا ورحمة. "دهنة زيت": لم يكن لديها إلا ما يكفي إلا لدهن قطعة خبز. تشير دهنة الزيت إلى عدم وجود زيت يكفي للطعام، إنما دهنة تستخدم كمسحة. غالبًا ما كانت الدهنة في إناء صغير لا قيمة له. يطالبنا الرب أن نُقدِّم ما عندنا ولو كان قليل القليل كدهنة زيت، أو خمسة خبزات لإشباع خمسة آلاف رجلٍ وعائلاتهم، وهو يبارك في القليل ليسد احتياجاتنا بفيض من عنده. إناء الزيتAsuk: وهو إناء غالبًا ما يكون جرة فخارية عميقة وعنقها ضيق، توضع في قاعدة خشبية أو حجرية أو تُسند في الأرض مثل القارورة التي كان الرومان والمصريون يستخدمونها للخمر والزيت والماء، ذات عروتين (يدين)، وإن كان البعض يرون أن هذا الإناء asuk بلا عروة. v كان ذاك المسكين يستعمل هذه الثروات، لأنه لم يقتنِ على الأرض مع الله ذهبًا وفضةً. لم يكن له شيء، لكنه كان غنيًا في كل شيءٍ، وكل ما طُلب منه وهبه للمحتاجين، فأغناهم. كانت أرملة يضايقها المدينون، عرضت عليه طلبها بالدموع بسبب حاجتها. ضايقها صاحب الدين، فركضت عند أليشع، ليقوم محل رجلها في حاجتها. الرب هو رجل الأرملة، وبدل الرب كان (أليشع) يُطالب بأن يفرج عن المُعوزة. بدل الله تمسكت به، ليحل محل الرجل، لئلا يمزقها الدائنون. عرفت أنه وكيل بيت الله، لهذا طلبت منه أن ينقذها من صاحب دَينها. عند من تذهب الأرملة عندما تتضايق، إلا عند الله وحده الذي هو رجلها؟ ولما كان أليشع وكيله، أمسكت به ليخلّص يتيميها من عبودية صاحب الدين. أسرعت لتودع أمورهما إلى أب الأيتام، كما وعد بأنه يسند المظلومين، الذين مات أبوهم. وإذ ارتفع صوتها، صرخت أمامه بقوةٍ، ليفي دَينها، وينقذ ابنيها من العبودية. قالت له الذكية: عبدك بعلي مات، وها صاحب الدَين يمسك اليتيمين ليستعبدهما. وأنت تعلم بأن عبدك كان يخاف الرب. قم مكانه، لأجل الرب الذي كان يخافه. عرضت الذكية قضيتها بحكمة، حتى يُلزَم النبي ويقوم لكي يتمم مهمتها. قالت له مات بعلها، وكان يخاف الرب، حتى يهتم بها بسبب كلا الأمرين. أجبرته ليقف مثل رجلها، وأن يخلص ابنيّ خائف الرب من العبودية. عرفت أنه نبي، ذاك الذي وعد بأنه يجازي الأصدقاء مجازاة حسنة إلى ألف جيلٍ. وطلبت من النبي أن يقوم مقام الله، استنادًا إلى ذلك الوعد المستودع عندها كرهينة. قام النبي أيضًا مثل مُطالب بالعدالة ليسدد كل ديونها بدل الله. طُلب منه كأنما اسمه موجود في الصك، فأعطى بفرحٍ ليخلِّص اليتيمين. وقف بدل الله مع الأرملة المحتاجة، وحلَّ محل رجلها في عوزها. القديس مار يعقوب السروجي |
![]() |
|