![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يقوم الجسد مرة أخرى ويصير غير قابل للفساد؟ لأنه حين تعمل قوة الله، فكل شيء يصير ممكنًا. أنت نفسك قد خلقك الله قادرًا أن تصير مبدعًا، وأنتم تختبرون كل يوم أعمال قيامة، إما في مزروعاتكم أو في فنونكم، أو في الصناعات المعدنية. فالبذور لا تُخرج السنابل إن لم تمت في البداية وتتعفن وتفسد. إذن لديك دليل واضح، فكما ترى البذرة تتعفن وتتحلل ثم بعد ذلك تنمو، فلا تشك في القيامة، لأن نفس الشيء يجب أن تفكر فيه من جهة جسدك. فحينما ترى الفساد قد دخل فيه، فهذا يجب أن يجعلك تفكر في القيامة. لأن الموت ليس إلاّ إبطالاً للفساد، فالموت لا يُبطل الجسد، بل الفساد الذي في الجسد. نفس الشيء يراه الإنسان في المعادن. يأخذ الخبراء التراب المخلوط بالذهب ويسلمونه للمعمل لاستخراج الذهب منه. أيضًا يخلطون الرمل مع مواد أخرى لكى يصنعون زجاجًا نقيًا. أخبرني إذن إن كانت النار تصنع هذا، أفلاّ تستطيع نعمة الله أن تصنعه؟ فكر في كيفية خلقك منذ البداية ولا تشك بالأولى في القيامة؟. أليس بقليل من التراب قد خلق الله أجسادكم؟. أيهما أصعب أن يخلق من الطين لحم وأوردة وجلد وعظام وأعصاب وشرايين، وأن يضع أعضاء الحواس كالعيون والآذان والأنوف والأرجل والأيدي، وأن يعطى كل عضو قوة خاصة به كما يعطيه أيضًا قوة تربطه بغيره من الأعضاء. أو أن يجعل القابل للموت غير مائت؟ ألاّ ترون أن الطين هو مادة متساوية الأجزاء، بينما الجسد متنوع في أعماله وألوانه وشكله وجوهره وفى كل شيء. لا تسأل كيف صنع الله الكواكب السماوية التي لا تُحصى، والملائكة ورؤساء الملائكة والطغمات الأعلى منهم؟ أنا لا أعرف كيف، أقول فقط إنه أراد أن يخلقها. |
![]() |
|