ما كان يسوع لينجح بين الناس لو لم يكن قد قدّم نفسه لهم مسمَّراً على الصليب. يسوع، حياتُنا، عاينّاه، أمامنا، معلَّقاً على الصليب. لذا لما اعتُلنت القيامة بتنا نقول "بالصليب أتى الفرح إلى كل العالم"، أي بالحبّ الكبير، المبذول إلى المنتهى. بات الصليب مفخرتنا. "حاشا لي أن أفتخر إلاّ بصليب ربّنا يسوع المسيح". بات الصليب طريقنا إلى الحياة الجديدة، إلى حياةٍ من حياة يسوع المسيح، ربّ المجد حيث "الحياة لي هي المسيح والموت ربح".
الموت ربح لا خسارة. أجل الموت الذي كان الخسارة العظمى بات، لمَن يموتون من أجل محبّة يسوع والإخوة، صفقة العمر. هذا هو السرّ المكنون في صدر الله منذ الأزل الذي أُعلن الآن للذين يؤمنون. فيه جهّل الربّ الإله حكمة هذا الدهر. "كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، أما عندنا نحن المخلَّصين فهي قوّة الله" (1 كو 1: 18).