![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الناس يفتشون عن الله في الكنيسة وفي كلِّ شخص يعيش بحسب وصايا الله وتعاليمه وإلهامات الرُّوح القدس ليكون رجل الله. وهذا ما عاشه الآباء القدِّيسيون الذين اجتذبوا الناس إلى الله من خلال عيشهم هذه الحقائق الإلهيَّة. فالكنيسة التي هي "عامود الحقّ" والمؤتمنة على أسرار الله توزّع لمَنْ حولها مفاعيل الخلاص لأنَّ الله هو مَعها وفيها. أجل إنَّ كلا ً مِنّا يفتش عن الله ويريد أنْ يختبره في حياته ويشهد له في أعماله ومثله الصَّالح، ونريدُ نحن أيضًا أنْ نكون لِلذين يفتِّشون عن الله رقباء يوقظون ديناميَّة السَّعي الحثيث إلى هذا الخلاص. فدورنا المسيحيّ اليوم هو أنْ نُظهِرَ الله للذين حولنا في عملنا وفي رتابة حياتِنا اليوميَّة. لذا نحن مدعوُّون إلى أنْ نجسِّدَ عيش الإنجيل في كُلِّ مكان وضعنا الله فيه. عندئذٍ يدرك كلُّ الذين من حولنا أنَّ الإنجيل يمكن أنْ يُعاشَ وأنّه فعلا ً حقيقة خلاصيَّة. وكثيرًا ما نصادف في حياتنا أناسًا مثقلين بالآلام والأحزان وهم بحاجةٍ ماسَّةٍ لكي نكون إلى جانبهم لئلّا يعثروا أمام حمل الصَّليب ولغز المَوت والآلام عندما يفقدِون أحدَ أبنائِهِم وأقربائِهم وأحبَّائهم فيتصارعون عندئذٍ مع فكرة الألم والموت وينتظرون مَن يأتي لتعزيتِهم ونجدتهم. لذا نحن مدعوُّون إلى أن نكون إلى جانب هؤلاء الذين يتعثـَّرون أمام حمل الصَّليب وتنتباهم تلك الآلام والمحن والتجارب الصَّعبة. وفي بعض الأحيان لا نستطيع أنْ نوفـِّر لهم التعزية المسيحيَّة المرجوَّة بسبب تدخُّلاتنا الخاطئة أو بسبب عدم إحسان إختيار التعابير التي من شأنها أن تعزّي الآخرين فتزيد الأمور تعقيدًا. فنبوح لهم بأنَّ ما حلَّ بهم هو صادر عن إرادة الله وهم في ذروة حزنهم لا يدركون الكلام الذي نقوله لهم، إنّهم يثورون على الله وعلى أحاكمه العادلة بسبب ما حلَّ بهم. لذلك نحن معشر المؤمنين من كهنة وعلمانيِّين مَدعوُّون إلى أنْ نكون إلى جانبِهم دون أنْ نتَفوَّه بأيَّة كلمة إلى أنْ تسمح حالتهم النفسيَّة وتكون الظروف مُؤاتية لكي نتفوَّه بكلماتِ التعزيَة المسيحيَّة والإنجيليَّة. وهذا ما علّمنا إيّاه أيوب الصدّيق: "وسمع ثلاثة أصدقاء لأيوب بكلِّ ما أصابه مِنْ البلوى... واتفقوا على أنْ يأتوا فيرثوا له ويُعزُّوه. فرفعوا أبصارهم من بعيد فلم يعرفوه. فرفعوا أصواتهم وبكوا، وشقَّ كلٌ منهم رداءَهُ وذرّوا تُرابًا نحو السَّماء فوق رؤوسهم. وجلسوا معه على الأرض سَبْعة أيَّام وسبع ليالٍ، ولم يكلّمه أحدٌ بكلمة، لأنّهم رأوا أنَّ كآبته كانت شديدةً جداً" (أيو2 /11-13). |
![]() |
|