المَرأة النازفة وحدها استطاعت مِن بين كُلِّ الجموع أنْ تنتشلَ قدرة الله وحصلت على الشّفاء. ومن ثمّ أعمى أريحا الذي كان يصرخ: "يا ابن داود ارحمني" فحاول الجمع الذي كان يسير وراء يسوع أن يسكته، إلّا أنَّه ظلّ واثقـًا به ونال الشّفاء. وزكّا العشار الذي تسلّق شجرة الجميزة لكي يرى يسوع فنال مُبتغاه من بين كلِّ الجموع وحصل هو وأفراد عائلته على الخلاص عندما قال له يسوع: "اليوم حصل الخلاص لهذا البيت" (لو19/ 9).
إنَّ الكنيسة التي ائتُمِنَتْ على وديعة الإيمان وعلى تعاليم يسوع منذ ألفيّ سنة هي مدعوَّة الآن لأن تُظهر قوّة خلاص يسوع وفاعليَّته للعالم أجمع بواسطة عمل الرّوح وهذا ما يتجلّى في الكتب المقدَّسة والأسرار وخاصّة في سرّي التوبة والإفخارستيّا. نقرأ في سفر زكريّا: "هكذا قال رَبُّ القوات: إنّه في تلك الأيَّام سيتمسَّك عشرة أُناسٍ من جميع الأمم بِذيلِ ثوبٍ يهوديٍّ قائلين إنَّنا نسير معكم فقد سَمعنا أنَّ الله معكم" (زك8/ 23).