ما يجعل هذه الواقعة الإلهية مختلفة عن غيرها أن المعني بالشفاء أي المخلع لم يطلب الشفاء لنفسه من يسوع ولم يسعى لذلك ولا هو طلب المغفرة لخطاياه مع إن المسيح كان يأتي إلى ذلك المجمع ولتلك البلدة كفرناحوم باستمرار. ما يلفت هنا أن محبي المخلع وربما كانوا أفراداً من عائلته وأقربائه أو ربما بعض من تلاميذ المسيح نفسه هم من أمنوا أن الرب قادر على شفاء هذا المقعد منذ 38 سنة بمجرد أن يلمسه فحملوه ودفعهم إيمانهم القوي إلى اختراق الجموع والصعود إلى سقف البيت وفتح كوة فيه وإنزاله مربوطاً إلى فراشه من خلالها إلى حيث كان يجلس المسيح وطلبوا منه شفائه. ولأن الخطيئة هي الموت وهي التي تقعد الإنسان وتشله وتبعده عن الله فقد غفر المسيح أولاً خطايا المقعد ومن ثم أحيي جسده المشلول وقال له قم أحمل فراشك وأذهب. هذه الواقعة تبين أهمية الشفاعة والصلاة للغير أكان هذا الغير قريباً أو لم يكن والله دائما يسمع ويصغي ويستجيب وهو القائل اقرعوا يفتح لكم واطلبوا فيستجاب لطلبكم. الصلاة للغير أحياء وأموات مقبولة ومستجابة عند الله الذي هو محبة وأب حنون لا يرد طلب ولا يترك محتاج إلا ويسعفه. يقول الإنجيل صلوا بإيمان وثقة ولا تملوا والله يستجيب لصلاتكم. إن الصلاة لمن هو بحاجة لها فرض على كل مؤمن وخصوصاً الصلاة للواقعين في التجارب ولغير القادرين عقلياً على استيعاب الأمور وتقدير العواقب من مثل المرضى النفسيين وفاقدي القدرة على الحركة والنطق. لنصلي لكل من هو بحاجة إلى التغلب على ضعفه وعجزه أكان هذا الضعف جسدي أو إيماني والله لا يرد لنا طلباً.