يرى القديس أغسطينوس أن عدو الخير اضطهد السيد المسيح ليجلسه في الظلمات، ويجعله مع موتى العالم الذين يموتون بسبب خطاياهم. لقد قبل السيد هذا الاضطهاد لكي بإرادته وليس بسبب خطية ما ارتكبها، يموت عنا، فيحررنا نحن الذين صرنا موتى العالم بسبب خطايانا.
لا يزال عدو الخير يضطهد الكنيسة جسد المسيح، لكي يجلس الكل في ظلمات الجحيم بكونهم موتى العالم، لكن من يلتصق بالسيد المسيح، يموت بالجسد، ويتمتع بالقيامة خلال صلب المسيح وموته وقيامته!
* "لأن العدو قد اضطهد نفسي، سحق إلى الأرض حياتي". هنا نحن نتكلم؛ هنا يتكلم الرأس عنا. واضح أن الشيطان اضطهد كل من نفس المسيح ونفس يهوذا، والآن أيضًا لا يزال الشيطان يضطهد جسد المسيح، ومن يخلف يهوذا أيضًا...
ماذا يطلب من كل من يضطهدنا إلا أنه يسعى ليجعلنا نفقد رجاءنا السماوي... ونخضع لمضطهدنا ونحب الأرضيات؟
"أجلسني في الظلمات، مثل الموتى منذ الدهر". هذا تسمعونه بالأكثر من الرأس، تدركونه بالأكثر بالنسبة للرأس. فإنه بالحقيقة مات لأجلنا، ومع هذا فهو ليس بأحد الذين ماتوا من العالم. لأنه هم موتى العالم؟ وكيف لم يكن أحد موتى العالم؟ موتى العالم هم أولئك الذين ماتوا عن استحقاقهم، فقبلوا جزاء إثمهم، نالوا الموت كثمرة الخطية التي انتقلت إليهم، كما قيل: "بالآثام حبل بي" (مز 51: 5)...
أما هو فبموته قال: إني اتمم مشيئة أبي، لكنني لست أستحق الموت. لم أفعل شيئًا لأموت. إنما هذا من عملي أن أموت لكي بموت البار يتحرر أولئك الذين يلزم أن يموتوا.
القديس أغسطينوس