![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أَخْرِجْ مِنَ الْحَبْسِ نَفْسِي، لِتَحْمِيدِ اسْمِكَ. الصِّدِّيقُونَ يَكْتَنِفُونَنِي، لأَنَّكَ تُحْسِنُ إِلَيَّ [7]. في وسط الضيق يشعر الإنسان كأنه سجين الضيق والمرارة. وإذ ينقذه الرب يقدم ذبيحة شكر وحمد له. ويلتصق بالأتقياء، ويلتصقون هم به كجوقة تسبيح، تشكر الله على خلاصه العجيب. يرى القديس جيروم أن السجن هنا هو الجسد الذي يقاوم بشهواته رغبات الروح. غير أننا نرى كثيرًا من آباء الكنيسة يتطلعون إلى الجسد كخلقة الله مقدس وصالح، ووزنة يجب الحفاظ عليها وتقديسها بالنعمة الإلهية. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن المرتل صلى لكي لا يدخل في تجربة. ولكن إذا حلت الضيقة احتملها بشكر، وقدم لله حمدًا لاسمه. هذا الشكر وسط الضيق ينزع عنا ثقل خطايانا، وهذا هو نفع أو البركات التي تحل علينا باحتمالنا للضيق بشكرٍ، بجانب أنها تهبنا قوة للتضرع إلى الله وطلب معونته، فلا نتراخي، وبالتالي لا نهلك. يرى القديس أغسطينوس أن عنوان المزمور يشير إلى أن داود النبي كان في الكهف، وكأن السجن هنا هو الكهف الذي كان مختفيًا فيه. يرى أيضًا أن المرتل كان مشتاقًا أن يخرج من الجسد، لكي تنطلق نفسه إلى السيد المسيح، ذاك بالنسبة له أفضل. *ليت الله يقودنا ويُخرجنا من الجسد، عندما يريد. قيل عن جسدنا إنه سجن، ليس لأن الله خلقه سجنًا، لكنه لأنه صار تحت العقوبة خاضعًا للموت. فإنه يوجد أمران يجب التأمل فيهما في جسدنا: عمل الله، والعقوبة التي صرنا أهلًا لها. ربما يقصد بقوله: "أخرج نفسي من الحبس"، أخرج نفسي من الفساد... أخيرًا أيها الإخوة، يقصد كما أظن هكذا: "أخرج نفسي من السجن"، أخرجها من الضيق. فإنه بالنسبة للإنسان الذي في فرحٍ حتى السجن يكون له وسعًا، أما الذي في حزنٍ فالحقل بالنسبة له يكون ضيقًا. فهو يصلي لكي يخرجه من الضيق... إنه ليس الجسد هو الذي يحدر النفس، إنما الجسد الفاسد. ليس الجسد هو الذي يوجد السجن، بل الفساد. القديس أغسطينوس *الآن ما يقصده هو حررني من المتاعب؛ فإنه يقصد بالحبس شدة المصائب... هؤلاء الذين هم غير مبالين وهم في وسعٍ، ييأسون من أنفسهم وهم في الضيق، إذ يصيرون متكاسلين. أما المرتل فاستمر في أن يكون يقظًا عندما تتغير الظروف، فلا تجعله التجربة خائر القلب، بل بالحري تقوده للطلبة والصلاة، ولا يسقط بسهولة في الكسل، بل تقوده أيضًا للشكر... يقول: هذا أيضًا نافع حتى للصديقين، فإنهم سيفرحون ويُسرون ويثبون في تهليل، إذ يروا تحرري من الضيق. نفوس الصديقين كما ترون تحزن مع الذين يتضايقون، ولا يحسدون الذين يصيرون في نجاحٍ، بل يفرحون ويشاركونهم سعادتهم وشبعهم. القديس يوحنا الذهبي الفم *"أخرج من الحبس نفسي لتحميد اسمك"، أي من حبس جسدي. "لتحميد اسمك"، أي لكي أمجد بالتسبيح اسمك كما فعل الرب: "أحمدك أيها الآب" (مت 11: 25). "الصديقون يكتنفونني، لأنك تحسن إليّ" يقول الرب: الرسل يكتنفونني (ينتظرونني) حتى أقوم من الأموات. القديس جيروم *أخرج من السجن نفسي؛ لقد أراد النبي أن يُعتق من الجحيم. القديس قيصريوس من آرل |
![]() |
|