![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ما الذي يمكن أن نتعلمه عن الغضب من مثل الابن الضال الذي ضربه يسوع يقدم لنا مثل الابن الضال رؤى قوية حول طبيعة الغضب وآثاره على علاقاتنا، سواء مع بعضنا البعض أو مع الله. هذه القصة الجميلة، الموجودة في إنجيل لوقا، تتحدث عن قلب المشاعر الإنسانية والديناميكيات العائلية. لننظر أولاً إلى الابن الأكبر في هذا المثل. إن رد فعله عند علمه بعودة أخيه والاحتفال الذي أعقب ذلك هو رد فعل الغضب والاستياء. يخبرنا لوقا (لوقا 15: 28): "فَغَضِبَ وَرَفَضَ الدُّخُولَ". هذا الغضب ينبع من إحساسه بالظلم، وشعوره بأن سنوات خدمته المخلصة لم يُعترف بها بينما أخوه الضال يلقى ترحيبًا سخيًا. أرى في هذا الابن الأكبر ميلًا بشريًا كبيرًا لمقارنة أنفسنا بالآخرين، للمحافظة على النتيجة في علاقاتنا. إن غضبه يعميه عن فرحة عودة أخيه وحب الأب الذي لا حدود له. إنه يعزله، ويبقيه خارج الاحتفال، ويعزله عن دفء المصالحة العائلية. ولكن دعونا لا نحكم على هذا الابن الأكبر بقسوة. فمشاعره طبيعية، حتى وإن كانت في غير محلها. فالأب في المثل - الذي يمثل إلهنا المحب - لا يدينه على غضبه. بل يخرج إليه ويستمع إلى شكواه، ويذكره بلطف بمحبته الدائمة: "أَنْتَ مَعِي دَائِمًا، وَكُلُّ مَا لِي هُوَ لَكَ" (لوقا 15: 31). هنا نرى نموذجًا للتعامل مع الغضب في عائلاتنا ومجتمعاتنا. يخاطب الأب الغضب مباشرة، بصبر وتفهم. فهو لا يتجاهل مشاعر الابن الأكبر ويسعى لتوسيع منظوره، لمساعدته على رؤية ما وراء جرحه الخاص إلى الصورة الأكبر للحب والمصالحة. تاريخيًا، فُهم هذا المثل على أنه توضيح قوي لمحبة الله الغافرة. لكنه يعلمنا أيضًا عن القوة المدمرة للغضب عندما يُترك دون رادع، وقوة الشفاء التي يوفرها الحب والتفاهم في معالجة هذا الغضب. نتعلم من هذا المثل أن الغضب غالبًا ما ينشأ من الشعور بالظلم أو الأذى. يمكن أن يعمينا عن الخير من حولنا ويعزلنا عن أولئك الذين يحبوننا. ولكننا نتعلم أيضًا أنه يمكن التغلب على الغضب من خلال الإصغاء الصبور، والتصحيح اللطيف، والتذكير بسياق الحب الأكبر الذي نحن جميعًا موجودون فيه. |
![]() |
|