![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وَشَاوَرَ دَاوُدُ قُوَّادَ الأُلُوفِ وَالْمِئَاتِ وَكُلَّ رَئِيسٍ [1] ما أن تثبَّت داود على عرشه، حتى فكَّر في نقل تابوت الله، وكان له هدفان: أ. تقديم الكرامة لله كقائدٍ حقيقيٍ لشعبه، بإظهار الاحترام لتابوته الذي يُمَثِّل حضوره. يا ليت الاهتمام الأول والأعظم لأولئك الذين تمتَّعوا بالسلطان والكرامة والغِنَى أن يكون تقديم الكرامة لله وخدمته وخدمة ملكوته بين البشر. ب. الحصول على الراحة الحقيقية والسعادة والفائدة من وجود التابوت في العاصمة. فإنه من الحكمة أن يأخذ حكام العالم تابوت الله معهم، بل وفي أعماقهم، ليتمتَّعوا بحكمته ومشورته ومن نواميسه، فالذين يبدأون بمخافة الرب يحظون بنعمته. اعتاد داود أن يستشير الرب في كل شيءٍ، ويطلب بركته وتدخُّله، لكن إذ حسب أن نقل التابوت لا يحتاج إلى مشورة، فهو عمل مبارك دون شكٍ يفرح قلب الله، لذا فشل، إذ اعتمد على القرار الجماعي وعلى فهمه، متجاهلاً الالتجاء إلى الله. نسيَ داود أن تابوت العهد، وهو يُمَثِّل عرش الله، لا يعتمد على الأذرع البشرية، ولا على غيرة إنسانٍ. تَعلَّم داود ذلك، لكن للأسف ليس قبل البدء في العمل، وإنما بعد أن تمت جنازة عُزَّا ودفنه في القبر! يُلاحَظ أن سفر صموئيل لم يذكر استشارة داود للقادة. بحكمة استشار داود قواد الألف والمئات وكل رئيس، حتى يشعر الكل أن هذا العمل يخص القادة مع الشعب، وليس خاصًا بالملك وحده، غير أنه أخطأ إذ لم يسأل الرب، ربما لأنه شعر بأن الأمر لا يحتاج إلى سؤال الرب، لأنه عملٌ فيه محبة لله. من جانب آخر لم يسأل الكهنة واللاويين عن شريعة حمل التابوت والسير به. حسن أن يقوم داود باستشارة قادة الشعب، فبالرغم من أنه كان عمًلا جليًلا، وبما أن داود هو الملك، وفي سلطانه أن يأمر بتنفيذ هذا العمل، إلاَّ أنه اختار أن يأخذ المشورة، وفضَّل أن يُشرِك الآخرين في القيادة. هذا دفع الجميع أن يثقوا في قراراته الحكيمة، ويستريحوا لسلوكه بروح التواضع، فنال التأييد بالإجماع. ليس من مُدَبِّر حكيم يشتهي أن يتخذ قراراته دون مشورة. فداود نفسه كان ذكيًا جدًا، ومع ذلك استشار قواده، "لأن الخلاص بكثرة المشيرين" (أم 24: 6). لو أن داود سأل الرب المشورة، وسأل أي لاوي عن كيفية نقل التابوت، لتم نقل التابوت بسلامٍ وفرحٍ. |
![]() |
|