![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أَسْكُبُ أَمَامَهُ شَكْوَايَ. بِضِيقِي قُدَّامَهُ أُخْبِرُ [2]. ما يعزيه أن الله يعرف حاله تمامًا عندما يشعر بأن كل قوته قد خارت تمامًا. *"أسكب أمامه صلاتي" ماذا يعني "أمامه"؟ في نظره... أين ينظر؟ إنه ينظر حيث لا ينظر الإنسان. فإن أفكارك لا يراها إنسان، لكن الله يراها. هناك أسكب صلاتك حيث وحده يرى ويكافئك. فقد أمرك الرب يسوع المسيح أن تصلي في الخفاء. فإن عرفت مخدعك ما هو، وطهرته، هناك صلِ لله. إنه يقول: "متى صليت، فادخل مخدعك وأغلق بابك، وصلِ إلى أبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية" (مت 6: 6). إن كان البشر سيكافئونك، صلِ أمام الناس، وإن كان الله هو الذي يكافئك فاسكب صلاتك أمامه، وأغلق الباب حتى لا يدخل المجرب... أغلق باب الخوف والشهوة أمام الشيطان، وافتحه أمام المسيح. كيف يمكن أن تفتح هذا الباب ذا الثنايا للمسيح؟ بالرغبة (الشهوة) نحو ملكوت السموات، وبالخوف من نار جهنم. بالاشتياق إلى هذا العالم يدخل الشيطان، وبالاشتياق إلى الحياة الأبدية يدخل المسيح. بالخوف من العقوبة الزمنية يدخل الشيطان، وبالخوف من النار الأبدية يدخل المسيح. القديس أغسطينوس *"أسكب أمامه شكواي" دون أدنى تحفظ يصرخ النبي: اسكب كل قلبي للرب، كما يكشف الإنسان جرحه للطبيب، ويخبره عن كل أتعابه، لكي يكتب له العلاج. "بضيقي قدامه أخبر". هذه هي المحنة التي يرحب بها الرسول، المحنة التي متى أحصيت مع غيرها تنجب رجاءً، هذا الرجاء بلا إحباط. القديس جيروم *ألا ترون الروح المتحرر من الاهتمامات الأرضية؟ أقصد أنه لا يجعل البشر ملجأ له، ولا يتطلع إلى عونٍ منهم، بل يطلب عونًا لا يُقهر، ونعمة من الأعالي. عندئذ إذ يرغب في إيضاح حدة ذهنه وغيرته التي في داخله، قال: "اسكب" بفيضٍ عظيمٍ. بهذا نتعلم أن التجارب تساهم بقدرٍ ليس بقليلٍ في التمتع بمفاهيمٍ سليمة. هذا هو ثمر الضيق. ليته لا يتجنبه أحد، فالضيق في الواقع له فائدتان: الأولى يجعلنا أكثر غيرة ويقظة، والثاني أن يكشف عن سبب ليس بتافه للاستماع لصلاته (الاستجابة لها). القديس يوحنا الذهبي الفم *بقوله: "أسكب أمامه شكواي" يعني أن صلاتي غزيرة ووافرة، تنفجر من صميم القلب، ومن حرارة العزم فائرة. لست أشكو أمري للناس، بل أخبر بأحزاني قدام الرب. الأب أنسيمُس الأورشليمي *"هذه أذكرها فأسكب نفسي عليِّ" (مز 42 :4). يفكر القديس في تلك الأمور الخارجية، فيسكب نفسَه على نفسه! فإنه حين تنسكب النفس على الجسد، قد تخفي ضعفَ جسده، وتستر شهوته الجسدية، وتسِكن قوة النفس والروح في كل أعضائه (قابل 2 كو 12 :9). لهذا السبب أيضًا يقول في نصٍ لاحق: "أسكب صلاتي أمامه" (مز 142: 2)، فحين تُسكب الصلاةُ تُستر الخطايا (قابل مز 32 :1، رو 4 :8)، لكن فيمَ يفكر؟ يقينًا في تلك الأمورِ التي اشتاق إليها، أن يأتي ويتراءى أمام اللهِ (قابل مز 42 :2)، ليعاين مقدسَ اللهِ السماوي، حيث يسير بالروح، ويُسَّر بالمشاركة في دخوله. القديس أمبروسيوس |
|