![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا نطلب في صلاتنا من اللّه؟ المسيحي وفقاً للانجيل ليس من يمارس قائمة من العبادات والممارسات شكليًا، بل المسيحي هو قبل كل شيء من يصغي الى الله ويهتدي اليه ويتلقى نعمة “الايمان” المشبعة بالرجاء والمحبة، ويسعى جهده ليجسّد ارادة الله بالرغم من هشاشة طبيعته واخطائه. الروح القدس ينير بصيرته ويغيره من الداخل، ويوجهه ويدعمه: "حيث الروح القدس، هناك الحرية" (2 قورنثية 3/ 17). لذا يؤكد يسوع: "لأنكم بدوني لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا" ( يوحنا 15/ 5). يشدّد بولس الرسول على أن من يلتقي بالرب يتغيَّر ويتحوَّل إلى صورته: "يتغير الى تلك الصورة عينها، من مجد الى مجد.." (2 قورنتس 3/ 18). في هذا الوقت من كل عام نصوم صوم الباعوثا المخصص للصلاة والتوبة والاعتراف بالخطايا، على ضوء دعوة يونان لأهل نينوى الى الصيام و التوبة1، اي الى استقبال الروح في حياتهم بشوق كبير. عبر الصلاة نفهم ارادة الله. ولقد استعمل يسوع المسيح آية يونان (متى 12/ 40) بالدعوة الى التوبة وتجديد الرجاء بحب الله، ورحمته لكل البشر. والسؤال المطروح علينا هو: الى اين تُفضي مسيرتنا التوبوية؟ أمام ضعفنا واحتياجاتنا، يدعونا يسوع الّا نقلق، بل ان نطلب من الله ان يمنحنا نعمة الروح القدس لندخل الى أعماق الشركة معه. وكلما كانت صلاتنا مطابقة لارادة الله كلما نلنا خيرات روحية أكثر بناءً على قول يسوع: "أُطْلُبوا تَجِدُوا، إِقْرَعُوا يُفتَحْ لَكُم" (لوقا 11/ 9). الى جانب صلاة الطلب وصلاة الجماعة (الليتورجيا) ينبغي ان نتعلم ممارسة صلاة الصمت، أو نصلي مع نصٍّ من الكتاب المقدس في جوٍّ من الاختلاء والهدوء والصفاء والإعجاب والسجود ورفع الشكر وطلب المغفرة. هذه صلاة مستقبِلة لله، توطّد العلاقة معه: “عيشوا الصلاة والابتهال في الروح” (أفسس 6/ 18). |
![]() |
|