![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الوسيط الذي يطهّر في الكتاب المقدس، يقدّم الله إجابة فريدة وقوية. بدلًا من أن يطلب منا الصعود إليه بجهودنا المحدودة، ينزل هو إلينا ويقوم هو بالمبادرة. فمجمل الإنجيل كخبر سار هو أن يسوع المسيح، الإله الكامل والإنسان الكامل، حمل عبء ذنبنا وخزينا. فهو عاش حياةً كاملةً خاليةً من المعصية على الأرض، وقدّم نفسه ذبيحةً لفدائنا وتحريرنا. وعلى الصليب، احتمل يسوع عقوبة المعصية، وبذلك استوفى متطلبات العدل الإلهي بشكل كامل. وبذلك فتح الطريق أمام الخاطئين والمذنبين للمصالحة مع إلهٍ قدوسٍ. هذه الحقيقة العميقة موضّحة في 2 كورنثوس 5:21 (فان دايك، مع استبدال الكلمات وفق تعليماتك): «لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ تَقْوَى اللهِ فِيهِ.» تعني ذبيحة يسوع أن ذنب من يثقون به رُفِع، وزال عنهم الخزي وعار الذنوب، وأُعلِنوا أصحاب تقوى أمام الله ليس لأنهم صالحون بل لأن الله رحمة ومحبة. لم يعد المؤمنون بعيدين، بل يستطيعون الاقتراب من الله بثقة وبواسطة ذبيحة وقربان المسيح. الإله القدوس الذي شعروا يومًا أنه بعيدٌ عنهم، يصبح أباهم المحب ويتبناهم كأبنائه في عائلته الروحية. تخيّل أن تُمنح ثوبًا أبيض نظيفًا ونقيا بعد أن كنت ترتدي ثوبًا متسخًا بالبقع. إن تضحية يسوع على الصليب لرفع العقاب عنا، يشبه تلقّي ذلك الثوب النظيف بشكل مجاني — إذ يرى الله أننا نلبس تقوى المسيح وكماله، ولسنا موصومين بمعاصينا بعد الآن. بل ننسى ما وراء ونتقدم إلى ماهو قدام. تذكّرنا رومية 5:8 (فان دايك): «وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا.» هذا يوضح أن محبة الله لا تعتمد على استحقاقنا، بل على رحمته ونعمته. وأخيرًا، تؤكد الاية في أفسس 2:8–9 (فان دايك) على هبة الخلاص ومجانيته: «لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ أنتم مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ.» تؤكد هذه الآيات أن مصالحتنا ليست أمرًا نستطيع كسبه بمجهودنا الخاص والمحدود؛ بل هي تدبير الله الكريم والمحب للمذنب. عندما تستوعب هذه الحقيقة، ينبثق الرجاء تلقائيًا في قلبك. إن معرفتك بأن معاصيك قد عُولِجت بالكامل بواسطة يسوع تمنحك راحةً وفرحًا لا يوصف. يشبه الأمر إعفاءً مفاجئًا من دينٍ هائل قد يؤدي بك للسجن — فتتحرر من العبء والثقل الذي كان يهدد وجودك، ويقض مضجعك. |
![]() |
|