من الشخصيات الرئيسية في سفر أخبار الأيام حيرام ملك صور
يشير سفرا أخبار الأيام إلى الاهتمام لا بفتح باب الإيمان للأمم فقط، وإنما بحثهم على الكرازة والعمل لحساب ملكوت الله. لقد أشار السفران إلى أن بيت الرب مفتوح لكل البشرية! انتهى سفر أخبار الأيام الأول بموت داود "بشيبة صالحة، وقد شبع أيامًا وغنى وكرامة" (1 أي 29: 28)، وكان ما يشغله حتى في لحظات موته هو الإعداد لبناء الهيكل والعبادة فيه. فتحدد موقع المبنى وأيضًا محتوياته وإعداد نظام العبادة فيه مع جمع ما أمكن من احتياجاته المادية. وكأن عمل داود الرئيسي هو أن يرى شعب الله يتمتَّع بعبادة تحمل ظلَّ السماويات، ويسلك حسب الشريعة الإلهية. وبدأ سفر أخبار الأيام الثاني بالحديث عن سليمان الملك الحكيم الذي يبدو كمن تفرَّغ لتحقيق شهوة قلب أبيه، ونراه يفتح الباب لحيرام ملك صور للمساهمة العملية في البناء، ليؤكد انفتاح باب الإيمان للأمم عندما يتجسد صاحب البيت، كلمة الله. وجاءت ملكة سبأ تسمع حكمة سليمان وتتعجَّب، كرمز لكنيسة الأمم في العهد الجديد.
v كما أمر سليمان (حيرام) بقطع أخشاب من لبنان وحجارة، وتُشحَن بحرًا، ويستخدمها في البناء بعد إحضارها إلى ساحة الهيكل، هكذا فإن المسيح بعد استلامه اليهود (الأخشاب) والأمم (الحجارة) من غابات عدم الإيمان، يبعث بهم إلى فناء البنَّائين للهيكل غير المصنوع بأيادٍ بشرية.