يطلب يسوع منَّا أن نصلي بروحه القدوس. ويُبيّن لنا بولس الرَّسول دور الرُّوح في الصَّلاة التي توحِّدنا بالثَّالوث الأقدس. فأسوة بيسوع، نقول "يا أبتا"، إذ: "أَنَّ اللهَ أَرسَلَ رُوحَ ابنِه إلى قُلوبِنا، الرُّوحَ الَّذي يُنادي: "أَبَّا، يا أَبتِ" (غلاطية 4: 6). إنَّ روح التَّبني يجعلنا أن نصلي بروح الابن، كما جاء في تعليم بولس الرَّسول: "لم تَتلَقَّوا روحَ عُبودِيَّةٍ لِتَعودوا إلى الخَوف، بل روحَ تَبَنٍّ بِه نُنادي: أَبًّا، يا أَبَتِ!" (رومة 8: 15). وهذا ما نفعله جميعنا لدى مشاركتنا في صلاة ليتورجيا الكنيسة، كالقداس والأسرار المقدسة وصلوات ليتورجيا ساعات الفرض الإلهي.
نستنتج مما سبق أن الصَّلاة ليست قبل كل شيء عملا من أعمالنا، نتّجه بها نحو الله، بل إنَّها عمل الله نحونا فهو الذي يصلي فينا من خلال الرُّوح القدس. لذلك لا عجب إن يَحثنا يهوذا الرَّسول على الصَّلاة بالرُّوح: "صَلُّوا بِالرُّوحِ القُدُس، واحفَظوا أَنفُسَكم في مَحَبَّةِ الله وانتَظِروا رَحمَةَ رَبِّنا يسوعَ المسيح مِن أَجْلِ الحَياةِ الأَبَدِيَّة" (يهوذا 20-21).