![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() هذا الابتهال إلى الأب السَّماوي هو فعل إيمان، وهبة ذات، من شانه إدخالنا في نطاق المحبَّة. فنطلب الله ومشيئته قبل كل طلب، ونهتم باسمه تعالى وبملكوته وبتحقيق إرادته (متى 9: 38). هذا هي الصَّلاة الحقيقيَّة حيث يتُّم الانتقال من الرَّغبة في عطايا الله إلى الرَّغبة في هبة الله ذاته. وهذا هو شأن المرأة السَّامريَّة التي انتقلت رغبتها من طلب ماء البئر نحو الرَّغبة في الماء الحي أي عطاء الله، كما ورد في كلام يسوع "لو كُنتِ تَعرِفينَ عَطاءَ الله ومَن هوَ الَّذي يقولُ لَكِ: اسقيني، لَسَأَلِته أَنتِ فأَعطاكِ ماءً حَيًّا" (بوحنا 4: 10)؛ وكذلك نرى الجمهور ينتقل من الرَّغبة في الطّعام الفاني إلى "الغذاء الباقي للحياة الأبديَّة" كما علّمهم يسوع: "لا تَعمَلوا لِلطَّعامِ الَّذي يَفْنى بلِ اعمَلوا لِلطَّعامِ الَّذي يَبْقى فَيَصيرُ حَياةً أَبَدِيَّة" (يوحنا6: 27). إن مركز الصَّلاة هو الله وليس أنفسنا، أي أن نعرف الله بصورة أفضل، وان نُميّز إرادته بصورة أفضل، وان نتعلم أكثر أن نعبده ونكرمه. وباختصار أن نعيش في مخافته. وفي هذا الصَّدد قالت القديسة تريزا الأفيليَّة: "الصَّلاة بالنِّسبة لي ليست إلا علاقة صداقة حميمة، والاختلاء مع مَن نعرف أنَّه أبٌ يُحبُّنا". |
![]() |
|