يرى القديس جيروم
أن الذنوب الثلاثة والأربعة، إنما تعني الخطيَّة، وقد تطوَّرت إلى جيلها الثالث وجيلها الرابع، فتحوَّلت من مجرَّد فكرة في الذهن، إلى إعلانها خلال القول، فالعمل، وأخيرًا تصير عادة. فالله في طول أناته لا يعاقب الإنسان عندما تثور الخطيَّة في ذهن الإنسان، وإنما كما قيل: "يجعل ذنوب الآباء على الأبناء إلى الجيل الثالث والجيل الرابع" (عد 14: 18). هذا يعني أن الله لا يعاقبنا على أفكارنا في الحال، بل على الأفعال الشرِّيرة وعادات الخطيَّة التي تنبع عنها، كما قيل على فم عاموس: "من أجل ذنوب المدينة كذا وكذا الثلاثة والأربعة لا أرجع عنها".
مرة أخرى يعلق القديس جيروم على هذه الذنوب الثلاثة والأربعة أنها:
أ. التفكير في الشرّ (الذنب الأول).
ب. عمل الشرّ (الذنب الثاني).
ج. عدم التوبة عنه أو الاستمرار فيه (الذنب الثالث).
د. التعليم به (الذنب الرابع).
فمن كلماته: [الآن فإن ما يقوله (النبي) هو هذا: لقد قبلت الشرّ وأنا صفحت عنك، لقد فعلت الخطيَّة وغفرت لك، ولم تتب عنها وأعطيتك عذرًا؛ فهل تُعلَّم بالخطيَّة أيضًا.؟! هذا هو ما قصده الكتاب بخصوص الذنوب الثلاثة والأربعة].