ويهوذا أدَّى إلى ازدهار التجارة الداخليَّة وامتدادها إلى دمشق ممَّا رفع من المستوى الاقتصادي للمملكتين، لكن كثرة الأموال والغنى الفاحش أدَّى إلى ظهور طبقتين، طبقة غنيَّة جدًا هي طبقة التجَّار يعيشون في حياة الترف الزائد، وطبقة فقيرة للغاية هي طبقة الفلاَّحين، يئنُّون من قسوة الطبقة الغنيَّة وظلمها الفادح، وقد نشأ عاموس وسط هذه الطبقة يمارس حياة الحرمان والفقر المدقع، ويلمس من بعيد حياة البذخ المفرط الذي يعيشه الأغنياء، فجاءت نبوَّته أشبه بثورة اجتماعيَّة ضد الظلم والاستعباد والفساد. فهو لا يطيق أن يرى غنيًا على سرير من عاج، بينما يُباع الاخوة الفقراء بزوج من النعال!
هذا التفاوت الاجتماعي والاقتصادي أدَّى إلى انحلال خلقي مُرَّ، كما تكشف النبوَّة عن ظهور صور بشعة من الزنا والغش والرشوة والكذب... إلخ.