لماذا التكرار الثلاثي «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ»؟
إن تكرار اسم أو تعبير ثلاث مرات كان أمرًا مألوفًا بالنسبة لليهود. في إرميا 7: 4 يذكر النبي عن الشعب تكرارهم لعبارة «هَيْكَلُ الرَّبِّ» ثلاث مرات، لتأكيدهم المُطلَّق وثقتهم الشديدة في عبادتهم، رغم ما شابها من فساد ونفاق، فقال: «لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى كَلاَمِ الْكَذِبِ قَائِلِينَ: هَيْكَلُ الرَّبِّ، هَيْكَلُ الرَّبِّ، هَيْكَلُ الرَّبِّ هُوَ!». ونجد أيضًا في إرميا 22: 29 وحزقيال 21: 27 وصموئيل الأول 18: 23 تعبيرات ثلاثية مشابهة. لهذا عندما يهتف الملائكة: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ»، فهم يعلنون بقوة وحماسة - لا يدنو إليهما الشك - عن حقيقة قداسة الله، تلك الصفة الأساسية التي تُبين طبيعته العجيبة السامية.
كما أن رقم 3 يعني كمال الإعلان. فحتى الطبيعة تعلمنا أن بُعدًا واحدًا أو بُعدين لا يستطيعان أن يُعطيا الإعلان الكامل، ولكن كل شيء يكمل بالثالوث. وبالإضافة إلى هذا، فإن التكرار الثلاثي يُعبّر عن طبيعة الشله ذي الثلاثة الأقانيم، وكلها متساوية في القداسة والعظمة. يسوع المسيح هو القدوس الذي “لن يَرَى فَسَادًا” في القبر، لكنه سيُقام ليُمجَّد عن يمين الله (أع2: 26؛ 13: 33-35)، فهو - تبارك اسمه - «الْقُدُّوس الْبَارّ» (أع3: 14)، الذي - على أساس موته على الصليب - أمكننا أن نقف أمام عرش الله بلا لوم. والروح القدس واضح من اسمه أهمية القداسة في جوهر الله.