فاحذَروا أَن يُثقِلَ قُلوبَكُمُ السُّكْرُ والقُصوفُ
وهُمومُ الحَياةِ الدُّنيا، فَيُباغِتَكم ذلِكَ اليَومُ
عبارة "القُصوفُ " في الأصل اليوناني μέθῃ (معناها السُّكر) فتشير إلى غياب عقلُ المرء وإدراكُه ووعيه نتيجة شرب الخمر. هذا هو وضع أولئك الذين ليس لديهم أفق آخر لحياتهم الخاصة، سوى اللَّحظة الآنيَّة وهذه الدُّنيا بملذاتها، فيبحثون عن الطُّرق لملء الفراغ، وللهروب من الشُّعور بالوحدة. ويُعلق القديس باسيليوس الكبير: "يوجد حولكم غنى وفنون وكل مباهج الحياة، يلزمكم ألا تهتمُّوا إلاَّ بنفوسكم اهتمامًا خاصًا". أمَّا عبارة " هُمومُ الحَياةِ الدُّنيا" فتشير إلى معنى تبديد الحياة في ألف شيء صغير، لا معنى له؛ فنُصبح عبيدًا للأشياء، ولا نبقى أسياد أنفسنا بعد ذلك، بل تكون الأشياء هي أسيادنا؛ وقد حذَّرنا منها يهوذا الرَّسول: "سيَكونُ في آخِرِ الزَّمانِ مُستَهزِئُونَ يَتبَعونَ شَهَواتِ كُفْرِهم"(يهوذا 1: 18).