إن السؤال "ما مقدار حب يسوع لي؟" يشبه السؤال "ما مدى ارتفاع السماء؟" أو "ما مدى عمق المحيط؟ الجواب يفوق إدراكنا البشري. إن محبة يسوع لا تُقاس ولا نهائية وأبدية. إنها تشبه محاولة إحصاء حبات الرمال على شاطئ البحر أو النجوم في السماء. إنه حب يفوق المعرفة، حب يفوق الفهم، حب يتخطى الفهم، حب يتحدى الوصف.
حاول الرسول بولس الرسول أن يصور حجم هذه المحبة في رسالته إلى أهل أفسس. فقد صلى لكي "أَنْ يَكُونَ لَهُمْ قُوَّةٌ، مَعَ جَمِيعِ شَعْبِ الرَّبِّ الْقِدِّيسِينَ، أَنْ يُدْرِكُوا كَمْ هِيَ مَحَبَّةُ الْمَسِيحِ الْوَاسِعَةُ وَالطَّوِيلَةُ وَالْعَالِيَةُ وَالْعَمِيقَةُ، وَأَنْ يَعْرِفُوا هَذِهِ الْمَحَبَّةَ الَّتِي تَفُوقُ الْمَعْرِفَةَ". (أفسس 18:3-19) هذه المحبة واسعة مثل الكون، وعميقة مثل أعمق بحر، وعالية مثل أعلى جبل، وطويلة مثل الأبدية.
ولكن ربما تكون الإجابة الأكثر إلحاحًا على السؤال: "كم يحبني يسوع؟" نجدها على الصليب، لأننا على الصليب نرى المدى الكامل لمحبته. كما قال يسوع نفسه: "لَيْسَ لأَحَدٍ مَحَبَّةٌ أَعْظَمُ مِنْ هَذِهِ: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَصْدِقَائِهِ". (يوحنا 15: 13). هذه محبة مستعدة لدفع الثمن الأسمى، محبة مستعدة للموت حتى نحيا.