قال الربُّ: كما تريدونَ أن يفعلَ الناسُ بكم كذلك افعلوا أنتم بهم.
الحب إذن هو جوهر الإرادة الإلهية. ومن له محبة فهو يشبه الله نفسه، لأنه كما يؤكد مبشر المحبة القديس يوحنا اللاهوتي: "الله محبة". الشخص الذي يحب لا يرى في وجه الآخر أخاه، أو بالأحرى نفسه فحسب، بل لديه أيضًا القدرة على مسامحة الآخر: أي أنه يمنحه الفرصة "للتوافق" مع قلبه وفي الحياة. ومن ثم فإن حبه ليس مجرد عاطفة أو فضيلة مسيحية، بل يصبح حبًا إلهيًا، يواجه به الإنسان، المحسن العظيم الله، كما يتحدث رجل صالح مع الخير الوحيد، كما يصلي فاعل الخير إلى المحسن تمامًا. الله معه كما يقول القديس غريغوريوس النيصي.