![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 198361 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كان مجتمعًا مع تلاميذه وأوصاهم أن لا يبرحوا أورشليم حتى ينالوا قوة الروح القدس؛ ليكونوا شهودًا له إلى أقصى الأرض... ثم صعد الرب – وهو رأسنا – بالجسد قبلنا إلى السماء، وستتبعه بقية الأعضاء... صعد ليفطمنا من العلاقة المنظورة به؛ لكنه لا زال يحرسنا كما تحرس الدجاجة صغارها تحت جناحيها... صعد بجسد القيامة لكي نتعلم نحن ما الذي ينبغي أن نرجوه... حيث أنه انطلق ليملأنا من ذاته؛ وليملك على نفوسنا بقوة لاهوته المحيي... دخل إلى قدس الأقداس وارتفعت له الأبواب الدهرية... ملك القوات؛ العزيز؛ الجبار؛ القادر في الحروب... رئيس كهنتنا الوحيد الذي يرثي لضعفنا، صعد لأنه نزل... صعد ليجلس عن يمين العظمة؛ حيث الجلال والمجد الأسنىَ الذي له من قبل كون العالم... صعد كي يُصعد باكورتنا إلى السماء؛ ويدخل داخل الحجاب بالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع بيد، في الموضع الذي لا يدخل إليه ذو طبيعة بشرية؛ وهو يظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا؛ ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198362 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ارتفع فيما تلاميذه ينظرون نحوه؛ في اليوم الأربعين بعد أحد القيامة، فأخذته سحابة عن أعينهم، تلك هي صورة صعوده المنظورة... ففي البستان سقط آدم؛ وفي بستان كانت القيامة؛ وفي بستان الزيتون صار الصعود؛ ليلتقي الآدَمَان؛ الأول والثاني؛ وتتطابق الصورة... الأول اختبأ؛ أمّا الثاني صعد علانية أمام أعين الجميع؛ وارتفع ليُلاشي خزي وسقوط الأول؛ وليرفع بنيه إلى العلا، صعد للسماء حيث كرسيه ومسكنه المستعد، وقوته في كل مكان معظمة. طلّ من العلو وأشرق من العمق على الجالسين في الظلمة وظلال الموت؛ فإستضاءت الخليقة كلها وتهللت بمجيئه... سكب عسلاً حلوًا على الأرض؛ عندما كان يجُول يصنع خيرًا، ووضع على نفسه إثم العالم كله؛ ليأتي بالعتق للمستعبدين... رش المصالحة والرحمة والتحنن على جبلته التي صنعتها يداه. أتى إلينا على الأرض؛ ثم نزل إلى ما تحت الأرض إلى الجحيم ليصالح العمق مع العلو... قيّد القوي وغلبه وربطه وفتش خزائنه؛ وإسترد ما نهبه؛ ثم رجع لعلو أبيه منطلقًا من جبل الزيتون؛ سر المسحة المقدسة، فمن الزيتون يكون سر المسحة، ومنه صعد ليبارك برشمه الإلهي الأرض كلها؛ وليقتلع منها شوكة الموت؛ بعد أن كانت ملعونة من قبل... بسط يديه بالبركة الأخيرة وبارك خليقته؛ ثم ارتفع بالمجد أمام عروسه (كنيسته) ليجذبها وراءه فتجري؛ وليرسل لها غناه وخزانة أبيه. إجتاز السموات؛ فتعجبت الطغمات لقدومه وصرخوا "مَن ذا الآتي من أدوم" (إش ظ،:ظ¦ظ£) أي من الأرض؛ لكن الأبواب إنفتحت إكرامًا للممجد؛ سيد الكل؛ الذي رفع نفسه قربانًا لله أبيه؛ كباكورة وبدء... وفيه نظهر أمام الآب؛ وننال البراءة؛ وفيه نحن جميعًا كائنون؛ على قدر ما أظهر نفسه كإنسان... لقد رُؤي على أجنحة الريح مع سحب السماء؛ عندما أتى وجاء إلى الآب وتقدم قدامه، وأُعطي سلطانًا ومجدًا وملكوتًا أبديًا لا يزول ولا ينقرض ولا يتزعزع... أخذته سحابة حضرة مجده؛ الذي يُخفي اللاهوت؛ الذي يُعمي العينين؛ فلا ترى سوى ضبابًا وسحابًا؛ لكنها سحابة ملوكية مشرقة لامعة ولاغية لجاذبية الأرض... إنه إن شاء ظهر؛ وإن شاء اختفىَ... صعد على سحاب المجد؛ وسيأتي على سحاب المجد؛ لتنظره كل عين والذين طعنوه أيضًا؛ فقد دُفع إليه كل سلطان؛ ولن يكون لملكه انقضاء. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198363 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() صعد ليُصعدنا معه بعد أن كانت الأبواب موصَدة أمامنا / إنه صعد من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا / إنه صعد لأنه من فوق؛ وهو فوق كل رئاسة وسيادة وإسم / إنه صعد حيث كان أولاً؛ لأنه هو رأس الكنيسة الذي يملأ كل شيء في كل أحد / إنه صعد ليعد لنا مكانًا في منازل أبيه؛ وليأتي أيضًا ويأخذنا / إنه صعد ليرسل لنا الروح القدس المعزي؛ وليملأ الكل بالمواهب / إنه صعد ليُخضع كل شيء تحت قدميه / إنه صعد ليجلس عن يمين أبيه الصالح حتى تكمل الأزمنة؛ ثم يأتي ليدين المسكونة بالعدل / إنه صعد لأنه هو صعيدتنا المقدَّمة من أجلنا كلنا / إنه صعد ليشفع فينا كل حين وليدخل إلى الأقداس كسابق لأجلنا / إنه صعد لأنه مساوٍ للآب وواحد معه في الجوهر / إنه صعد ليدخل إلى ما داخل الحجاب؛ ليجد لنا فداءًا أبديًا / إنه صعد لأنه رئيس كهنة على رتبة ملكيصادق؛ يظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا كوسيط لعهد أعظم؛ وشفيع كل حين؛ يحملنا في دمه وجسده؛ ويخلصنا إلى التمام. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198364 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() صعودك يا سيدنا هو صعيدة مرفوعة عنا كلنا؛ ارتفعتْ كما تُرفع ذبيحة القرابين؛ وصار لنا بك ثقة وجراءة في الدخول إلى الأقداس... وطريقًا كرسته لنا حديثًا حيًا بالحجاب؛ أي جسدك المكسور عنا؛ والذي به نعبر ونجتاز عبر ضمان شفاعتك الدائمة عنا أمام الآب؛ قبالة المعاند المشتكي علينا نهارًا وليلاً... لقد وهبتنا كل شيء معك؛ ولن يقوَى إبليس أن يشتكي مختاريك فيما بعد. بك ننال الرحمة ونجد نعمة وعونًا في حينه؛ لأنك سبب خلاص أبدي لجميع الذي يطيعونك... لأنك طهرتنا وبررتنا وغسّلتنا وقدستنا وأنقذتنا ونقلتنا من الموت إلى الحياة، وجعلتنا نحب ظهورك المبارك الآتي... ننتظره ونطلب سرعة مجيئه؛ لأننا سنكون مثلك وسنراك كما أنت... ليتك تبسط يدك وتباركنا الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها؛ حتى لا تطالنا كل زعازع الزمان؛ وحتى لا تقوى علينا مخادعات الشرور والمفاسد، واحفظنا في يدك يا سيدنا؛ لنسلك صبر القديسين... محاطين بمجدك الذي ارتفع على كل الأرض؛ خلال كنيستك الكائنة من أقاصيها... مجد عروستك؛ حمامتك؛ كاملتك؛ وشريكتك في المجد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198365 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الراعي الصالح يهوله أن يري شعبه أو أي فرد من شعبه يهلك ويهون عليه أن يُقدمُ أية تضحية في سبيل خلاصهم ويحس بالمسئولية الملقاة عليه ازاء كل نفس تهلك " من يضعفُ وأنا لا أضعفُ ؟ من يعثر وأنا لا ألتهبُ ؟ " ( 2كو 11: 29) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198366 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الراعي الصالح يلتهب قلبه نهاراً وليلاً وينفطر فؤاده حزناً من أجل عدم إستقامة الأحوال في شعبه وكنيسته ومن أجل الخطاة الهالكين ، ولا يهدأ له بالٍ حتى يتأكد من خلاصهم فموسي لم يهدأ له بال حتى تأكد أن الرب قد صفح عن شعبه . بقول ارميا النبي الباكي " يا ليت رأسي ماءٌ وعينيَّ ينبُوعُ دُمُوع فأبكي نهاراً وليلاً قتلَيِ بنتِ شعبي " ( أر9: 1) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198367 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الراعي الصالح يرفع الصلوات الحارة بصفة مستمرة من أجل شعبه لاسيما من أجل الخطاة منهم " فإن الله الذي أعبُدُهُ برُوحِي في إنجيل ابنِهِ شاهد لي كيف بلا انقطاع أذْكُرُكُمْ متضرعاً دائماً في صلواتي " ( رو 1: 9- 10) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198368 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الراعي الصالح ليس هو الذي يأخذ بل هو الذي يُعطي فليس هو صاحب الجاه والسلطان بل هو الأكثر تضحية " وأما أنا فبكل سرورٍ انفقُ وانفقُ لأجل أنفسكم وان كنت كلما أحبكم أكثر أحب أقل " ( 2 كو 12: 15) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198369 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الراعي الصالح هو الذي يُضحيَّ بمصلحته الشخصية من أجل تقديم المصلحة العامة ، فقد قال الله لموسي " فالآن اتركني ليحمي غضبي عليهم وأفنيهُم . فأصيرك شعباً عظيماً " (خر 32: 10) ولكن موسي أَبَى أن يرتفع علي أشلاء شعبه وفضِّل أن يهلك معهم عن أن يصير هو نفسه شعباً عظيماً . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198370 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() من الآلام إلى المجد لم تلغِ القيامة جروح المسيح، بل بقي جسده موسوماً بها ليؤكّد أنّ "المحبّة أقوى من الموت". كما أنّ آثار المسامير، وطعنة الحربة لم تشوّه منظره، بل جعلته أكثر إشراقاً. حتّى إنّ أحد اللاهوتيّين يشبّه هذه السمات "بالأوسمة التي زيّنت جسده بعد انتصاره على الخطيئة والشرّ". وسيحمل الفادي جراحه إلى السماء لأنّها هي التي ستكون أبلغ شاهد لشفاعته لدى الله الآب من أجل الخطأة. كما جاء على لسان بطرس الرسول: "هو الذي حَمَل خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن خطايانا فنحيا للبِرّ. وهو الذي بجراحه شفيتم" (1بط 2/24). ومرّة أُخرى سيحمل السيّد المسيح معه جراحه يوم الدينونة العظيم، الذي فيه يأتي ليدين الأحياء والأموات ويجازي كلّ واحد بحسب أعماله! وقد أطلق الفنّانون العنان لمخيّلاتهم في رسم صُوَر المسيح الديّان العادل. فنجد في جميع لوحاتهم آثار الجروح في يدَيه وجنبه تأكيداً لهذه الحقيقة اللاهوتيَّة: إنّه لولا العذاب لما كان الفداء، ولولا إكليل الشوك لما كان إكليل المجد. فبهذه السمات سيُعرف المصلوب القائم عن يمين الآب في السماء، والممجَّد من سائر الملائكة السماويّين. وسماته هذه لن تكون الشاهدة على قسوة الإنسان، بقدر ما تكون الشهادة على أنّ يسوع، من خلال الألم والمعاناة، قد حقّق الخلاص والفداء، وأقام البَشَريَّة إلى حيـاة جديدة. وهكذا، شرح المسيح نَفْسه حقيقة هذا الأمر لمّا قال لتلميذَي عمّاوس: "يا قليلَي الفَهم وبطيئَي القلب عن الإيمان بكلّ ما تكلّم به الأنبياء. أما كان يجب على المسيح أن يعاني تلك الآلام فيدخل في مجده؟" (لو 24/25-26). ومثلما دخل يسوع بآلامه إلى المجد، هكذا كان نصيب رُسُله من هذه الآلام التي أصبحت دالّتهم لدخولهم، هم أيضاً، إلى المجد السماويّ. "فما كان الخادم أعظم من سيّده" (يو 15/20). ولا يزال نصيب الآلام، حتّى يومنا هذا، طريق المؤمن إلى ملكوت السماوات. "لأنّنا إذا شاركناه في آلامه، نشاركه في مجده أيضاً" (روم 8/17). فكم من الجروحات نعاني، الجسديَّة منها والنَفْسيَّة، المادّيَّة منها والمعنويَّة، حتّى من أقرب الأقرباء وأعزّ الأصدقاء؟!.. فهذا يجرحنا في كرامتنا وذاك يؤذينا في عملنا، وهذا يعيبنا في غيابنا وذاك يشوّه سمعتنا، وهذا ينسى معروفنا وذاك يفرّق بيننا، وهذا يسلب أموالنا وذاك ينكر علينا حقّنا.. فالعين تدمع والقلب يدمى والأعصاب تنهار والجسم يتداعى.. نحن أيضاً سنحمل معنا إلى يوم الدِين جميع هذه الجروحات وسيعرفنا الله من خلالها. "أرني جراحك"، سيقول لنا الربّ الديّان. وسننال المكافأة إذا كنّا حوّلنا ما حلّ بنا إلى ينابيع نُور وصبر ومسامحة وتكفير. لم يأتِ المسيح لينهي الألم ويزيل الجروح، بل جاء ليعلّمنا كيف نتغلّب على الألم ونجعل منه طريقاً إلى الملكوت. وكيف نداوي الجراح بزيت الغفران وبلسم المحبّة. كما يقول بطرس الرسول: "فلهذا دُعيتم، فقد تألّم المسيح أيضاً من أجلكم وترك لكم مثالاً لتقتفوا آثاره" (1بط 2/21). والأثرُ الأكبر الذي تركه لنا محبّتُه الكُبرى التي أوصلته إلى بذل ذاته على الصليب. وقد طلب إلينا أن يحبّ بعضنا بعضاً، كما أحبّنا هو، لننتقل معه من الموت إلى الحياة. يوضح ذلك القدِّيس يوحنّا في رسالته الأُولى قائلاً: " نحن نعلم أنّنا انتقلنا من الموت إلى الحياة لأنّنا نُحبّ إخوتنا. مَن لا يحبّ بقي رهن الموت" (1يو 3/14). |
||||