[ومن كتاب: من تفسير وتأملات الآباء الأولين، انجيل يوحنا ج 2، للقمص: تادرس يعقوب ملطي.. ].
كتب يوحنا البشير :
" وفى أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرا،
والظلام باق، فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر " يو 20 : 1
لم نجاوز منتصف ليلة الأحد إلا قليلا، وتركنا منزل القديس يوحنا الحبيب، حيث كانت أمنا جميعا، العذراء دائمة البتولية، القديسة مريم ....
أورد القديس يوحنا مواقف كثيرة لنساء لهن دورهن القوى، ففى بدء الآيات تظهر القديسة مريم أم يسوع شفيعة عن الحاضرين فى عرس قانا الجليل، وفى الأصحاح الرابع يلتقى السيد المسيح مع المرأة السامرية التى جذبت مدينة سوخار بأكملها لتتمتع بشخص السيد المسيح بعد أن أعلن السيد لها عن نفسه، وفى حادثة إقامة لعازر (ص 11 ) كان حضور الشقيقتين مريم ومرثا بارزا، ويستطرد الأباء القول :
" والآن تظهر مريم المجدلية بأمانتها الداخلية العجيبة، جاءت إلى القبر والليل باق، مدفوعة بحبها الشديد لذاك الذى كان فى ذلك الحين غائبا عنها، السبب العميق لحضور مريم المجدلية هنا يبدو أنه حزنها الشخصى المفرط، وإحساسها بالغياب النهائى الذى يعنيه القبر على الدوام، إنها أول من رأى الحجر مرفوعا عن القبر، لقد أراد الرب أن تشهد بأن رافع خطية العالم ( يو 1 : 29 ) قد قام، وأن الحجاب الأخير قد رفع.