وقد كتب أحد المفكرين المؤمنين عن موضوعنا ما يلي: "القول بأن الأسفار المقدسة تحتوي على بيانات لا تتفق مع تعاليم العلم الحديث والفلسفة المعاصرة هو شيء، والقول بأنها تحتوي على أخطاء مبرهنة هو شيء آخر. فمن الوجهة التقنية الدقيقة ليس هناك علم حديث ولا فلسفة حديثة، إنما هناك علماء حديثون وفلاسفة حديثون وهم يختلفون فيما بينهم إلى مالا نهاية. وإذا ما أخذنا ادعاءاتهم جميعاً على محمل كونها حقائق العلم والفلسفة تجمعت لدينا مجموعات من العلوم والفلسفات المتناقضة. إنه على هذا الأساس وعليه فقط يمكن الادعاء بوجود أخطاء في مضمون كلمة الله! وفي الحقيقة لا يوجد إنسان مفكر واحد يمكنه القول بأن العلم والفلسفة قد وصلا صيغتهما النهائيتين حتى ولو بوجه التقريب! فنحن نسمع من آن إلى آخر بأن كلاً من العلم والفلسفة لم يزالا بعيدين كل البعد عن شكلهما النهائي. فماذا كان من الممكن حدوثه إذاً لو أن تعاليم الكتاب المقدس كانت تطابق تماماً مواقف العلم والفلسفة في الوقت الحاضر وفي عصور ماضية؟ أفلا تصبح مخالفة تماماً لعلم وفلسفة المستقبل؟ فمن أين لنا اليقين بأن العلم والفلسفة سيبقيان تماماً على وضعيهما السائدين اليوم؟ لو أننا كنا قد تجاوزنا حد البرهان عندما نقول بأن الكتاب يتضمن أخطاء حقيقية بناء على تناقض مع تعاليم البعض من العلماء وفلاسفة الوقت الحاضر، لكان ذلك الافتراض ذا مغزى حقيقي وثابت.